قلنا: وشيخ ابن سعد صدوق وبقية رجال الإسناد ثقات سوى هزان بن سعيد فقد ترجم له ابن أبي حاتم وسكت عنه. والملاحظ أن متن الرواية عند ابن سعد خالية من المبالغة وما إلى ذلك، أما الواقدي فقد ذكر في روايته (كما عند الطبري) مثلًا (٦: ٥٥٢): (فلما فرغ من دفنه أتي بمراكب الخلافة البراذين والخيل والبغال ولكل دابة سائس، فقال ما هذا؟ قالوا: مراكب الخلافة. قال: دابتي أرفق لي). قلنا: وهذه من مبالغات الواقدي وإلَّا فقد روى ابن سعد أيضًا من طريق أنهم جاؤوا بدواب سليمان دون تفصيل وتهويل ومبالغة هكذا (دواب سليمان) كما أخرجه ابن سعد من طريق محمد بن معن الغفاري عن إسماعيل بن إبراهيم كاتب كان لزياد بن عبيد الله عن أبيه قال: لما انصرف عمر عن قبر سليمان إذا دواب سليمان قد عرضت له. [الطبقات (٥: ٣٤٠)]. ولعل أصح رواية تاريخية (وهي أقرب إلى الواقع) تذكر أنهم جاؤوا بدابة سليمان (هكذا بصيغة المفرد) وهذا يوافق ما ذكرنا من الروايات في قسم الصحيح من أن سليمان كان مجاهدًا لا يبالي بالأبهة وكثرة المراكب بل كان من بين رعاياه من يركب مراكبًا خيرًا من فرس الخليفة أو بغلته. نقول: ولعل أصح رواية تاريخية هي التي أخرجها ابن سعد في طبقاته، قال أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا عبد الله بن يونس الثقفي: عن سيار أبي الحكم قال: كان أول ما أنكر من عمر بن عبد العزيز أنه لما دفن سليمان بن عبد الملك أتي بدابة سليمان التي كان يركب فلم يركبها، وركب دابته التي جاء عليها فدخل القصر وقد مهدت له فرش سليمان التي كان يجلس عليها فلم يجلس عليها، ثم خرج إلى المسجد فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد .... إلخ [الطبقات الكبرى لابن سعد (٥: ٣٤٠)]. (١) وقال خليفة: وفيها (٩٩ هـ) حمل الطعام والدواب إلى مسلمة بن عبد الملك إلى بلاد الروم .... وأذن لهم بالقفول. [تاريخ خليفة (ص ٣٢٦)].