وأما عن إسناد رواية الطبري فشيخه ثقة والمدائني صدوق ولكن لم نجد ليزيد بن مصاد ترجمة سوى ما ذكره ابن عساكر دون جرح أو تعديل أما راوي الخبر (شاهد) فقد وثقه أبو زرعة وغيره [تأريخ دمشق ٤٦ / تر ٥٣٥١] وللشطر الأخير من الرواية ما يشهد لها كما سنذكر ولعلّ إدراجًا في المتن [لا يعيش إلا ثمانية عشر شهرًا] فعلى عادة الرواة المجاهيل وغيرهم من بعض القصاص يروون أخبارًا تحدد وفاة كل خليفة سواء كان ذلك عن طريق رؤيا أو تنبؤ أو إخبارًا من منجم، وكل ذلك غير صحيح. ولقد أخرج ابن عساكر ويخره من طريق ابن أبي خيثمة عن ابن أبي الشيخ عن أبي سفيان الحميري (وصالح بن سليمان) قالا: أراد الوليد بن يزيد أن يحجَّ وهو خليفة فاتّعد فتية من وجوه اليمن أن يفتكوا به في طريقه وسألوا خالدًا القسري أن يكون معهم فأبى، قالوا فاكتم علينا قال نعم فأتاه خالد فقال يا أمير المؤمنين دع الحج عامك هذا فإني خائف عليك قال ومن الذي تخافهم عليَّ؟ فسمّهم لي قال قد نصحتك ولن أسمّيهم لك قال إذا أبعث بك إلى عدوك يوسف بن عمر قال وإن فعلت، قال فبعث به إلى يوسف بن عمر فعذبه حتى قتله ولم يسمّ له القوم [مختصر تأريخ دمشق ٢٦/ ٣٧١] وبغية الطلب لابن العديم. وابن أبي خيثمة هو الإمام الثقة وشيخه سليمان بن أبي الشيخ الواسطي نزيل بغداد وثقه =