للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمرو بن شَراحيل، قال: سيّرنا هشام بن عبد الملك إلى دَهْلك؛ فلم نزل بها حتى مات هشام، واستُخلف الوليد، فكُلِّم فينا فأبى، وقال: والله ما عمل هشام عملًا أرْجَى له عندي أن تناله المغفرة به من قَتْله القَدَريّة وتسييره إياهم. وكان الوالي علينا الحجاج بن بشر بن فيروز الديلمي، وكان يقول: لا يعيش الوليد إلا ثمانية عشر شهرًا حتى يقتل؛ ويكون قتلُه سبب هلاك أهل بيته. قال: فأجمع على قتل الوليد جماعة من قُضاعة واليمانيَة من أهل دمشق خاصة، فأتى حُرَيث وشبيب بن أبي مالك الغسانّي ومنصور بن جُمهُور ويعقوب بن عبد الرحمن وحِبال بن عمرو؛ ابن عمّ منصور، وحميد بن نصر اللخميّ والأصبغ بن ذؤالة وطُفيل بن حارثة والسَّريّ بن زياد بن عِلاقة خالدَ بن عبد الله، فدعوْه إلى أمرهم فلم يجبهم، فسألوه أن يكتم عليهم، فقال: لا أسمَي أحدًا منكم. وأراد الوليد الحجّ، فخاف خالد أن يفتكُوا به في الطريق. فأتاه فقال: يا أمير المؤمنين، أخّر الحجّ العام، فقال: ولم؟ فلم يخبره، فأمر بحبسه وأن يُستأدَى ما عليه من أموال العراق (١).


(١) في هذا الإسناد حذف لاسم الواسطة بين المدائني ويزيد بن مصاد كما أشار الحافظ ابن عساكر عند تخريجه لهذا الخبر من طريق الطبري فقال (ابن عساكر) أظنه أسقط عمر بن مروان بن علي بن محمد ويزيد بن مصاد والله أعلم [تأريخ دمشق / ٤٦/ ٧٥].
وأما عن إسناد رواية الطبري فشيخه ثقة والمدائني صدوق ولكن لم نجد ليزيد بن مصاد ترجمة سوى ما ذكره ابن عساكر دون جرح أو تعديل أما راوي الخبر (شاهد) فقد وثقه أبو زرعة وغيره [تأريخ دمشق ٤٦ / تر ٥٣٥١] وللشطر الأخير من الرواية ما يشهد لها كما سنذكر ولعلّ إدراجًا في المتن [لا يعيش إلا ثمانية عشر شهرًا] فعلى عادة الرواة المجاهيل وغيرهم من بعض القصاص يروون أخبارًا تحدد وفاة كل خليفة سواء كان ذلك عن طريق رؤيا أو تنبؤ أو إخبارًا من منجم، وكل ذلك غير صحيح.
ولقد أخرج ابن عساكر ويخره من طريق ابن أبي خيثمة عن ابن أبي الشيخ عن أبي سفيان الحميري (وصالح بن سليمان) قالا: أراد الوليد بن يزيد أن يحجَّ وهو خليفة فاتّعد فتية من وجوه اليمن أن يفتكوا به في طريقه وسألوا خالدًا القسري أن يكون معهم فأبى، قالوا فاكتم علينا قال نعم فأتاه خالد فقال يا أمير المؤمنين دع الحج عامك هذا فإني خائف عليك قال ومن الذي تخافهم عليَّ؟ فسمّهم لي قال قد نصحتك ولن أسمّيهم لك قال إذا أبعث بك إلى عدوك يوسف بن عمر قال وإن فعلت، قال فبعث به إلى يوسف بن عمر فعذبه حتى قتله ولم يسمّ له القوم [مختصر تأريخ دمشق ٢٦/ ٣٧١] وبغية الطلب لابن العديم.
وابن أبي خيثمة هو الإمام الثقة وشيخه سليمان بن أبي الشيخ الواسطي نزيل بغداد وثقه =

<<  <  ج: ص:  >  >>