للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما للزمان ومالِيَهْ ... أفْنتْ قُدَيدُ رجالِيَهْ

فَلأَبكِينَّ سَرِيرَةً ... ولأَبكينّ علانيه

ولأَبكِين إِذا شَجِـ ... ـيتُ معَ الكلابِ العاويَهْ

فكان دخول أبي حمزة وأصحابه المدينة لثلاث عشرة بقيَتْ من صفر.

واختلفوا في قدْر مدتهم في مقامهم [بها]، فقال الواقديّ: كان مقامهم بها ثلاثة أشهر وقال غيره: أقاموا بها بقيَّة صفر وشهري ربيع وطائفة من جُمادى الأولى (١).


(١) لقد أخّرنا التعليق على هذه الروايات حتى ننتهي من سردها وهي بمجموعها تفيد أن الخارجي (أبا حمزة) قد انطلق جنوبًا من اليمن في موسم الحج وفاجأ الناس بجيشه ودخل مكة دون قتال بعد انسحاب أمير مكة عبد الواحد بن سليمان ومن ثم وقعت معركة قديد بين جيش الخوارج وأهل المدينة وقتل منهم عدد كبير قدّره الواقدي بسبعمئة بينما قدّره خليفة في رواية له عن شيوخه بثلاثمئة وخطب أبو حمزة خطبته التي تعبّر عن فكر الخوارج وغلوّهم وسنذكر هنا مرويات خليفة بن خياط التي تؤيد ما ذكره الطبري وهي بمجموعها تتعاضد وقد ذكرناها هنا في قسم الصحيح والله أعلم.
أما عن الوقعة (قديد) وحدوثها سنة ١٣٠ هـ كما ذكر الطبري فقد أخرج خليفة قال: وفي هذه السنة وهي سنة ثلاثين ومئة كانت وقعة قديد: فحدثني علي بن محمد عن إسحاق بن إبراهيم الأزهري قال لما صدر الناس عن مكة وذلك آخر سنة تسع وعشرين ومئة مضى عبد الواحد بن سليمان إلى المدينة وكتب إلى مروان يخبره بخذلان أهل مكة فعزله مروان وكتب إلى عبد العزيز بن عمر وإليه على المدينة أن يوجه جيشًا وسار أبو حمزة في أول سنة ثلاثين ومئة يريد المدينة واستخلف على مكهَ أبرهة بن الصباح الحميري وجعل على مقدمته بلج بن عقبة السعدي وخرج أهل المدينة فالتقوا بقديد يوم الخميس لتسع خلون من صفر سنة ثلاثين ومئة وبلج في ثلاثين ألف فارس فقال لهم خلوا طريتهنا نأتي هؤلاء الذين بغوا علينا وجاروا في الحكم ولا تجعلوا حدنا بكم فإنا لا نريد قتالكم فأبوا وقاتلوهم فانهزم أهل المدينة وجاءهم أبو حمزة فقال له علي بن الحصين بن الحر اتبع هؤلاء القوم وأجهز على جريحهم فإن لكل زمان حكمًا والإثخان في هؤلاء أمثل قال ما أرى ذلك وما أرى أن أخالف سيرة من مضى قبلي ومضى أبو حمزة إلى المدينة فدخلها يوم الإثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من صفر سنة ثلاثين ومئة قال أبو الحسن عن شيخ من الأنصار والمصعب وغيرهم قال استعمل عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان وراية قريش مع إبراهيم بن عبد الله بن مطيع وأقبل أبو حمزة فنزل بإزائهم فاقتتلوا وصبر الفريقان فأصيب من قريش ثلاثمئة رجل، وأبلى يومئذ آل الزبير ... إلخ [خليفة / ٤١٤]. =

<<  <  ج: ص:  >  >>