للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت عِدّة من قُتِل من أهل المدينة بقُديد - فيما ذكر الواقديّ - سبعمئة.

قال أبو جعفر: وكان أبو حمزة - فيما ذكر - قد قدّم طائفة من أصحابه، عليهم أبو بكر بن محمد بن عبد الله بن عمر القرشيّ، ثم أحد بني عديّ بن كدب، وبلْج بن عيينة بن الهيصم الأسديّ من أهل البصرة، فبعث مرْوان بن محمد من الشام عبدَ الملك بن محمد بن عطيَّة أحد بني سعد في خيول الشام (١) فحدّثني العباس بن عيسى، قال: حدّثني هارون بن موسى، عن موسى بن كثير، قال: خرج أبو حمزة من المدينة، وخلّف بعضَ أصحابه، فسار حتى نزل الوادي (١).

قال العباس: قال هارون: حدّثني بعضُ أصحابنا ممن أخبرني عنه أبو يحيى الزهريّ، أن مَرْوان انتخب من عسكره أربعة آلاف، واستعمل عليهم ابنَ عطيّة، وأمره بالجِدّ في السير، وأعطى كلّ رجل منهم مئة دينار؛ وفرسًا عربيَّة وبغلًا لثقَلِه، وأمره أن يمضيَ فيقاتلهم، فإن هو ظفر مضى حتى بلغ اليمن ويقاتل عبد الله بن يحيى ومَن معه؛ فخرج حتى نزل بالعُلا وكان رجل من أهل المدينة يقال له العَلاء بن أفلح مولى أبي الغيث، يقول: لقيني وأنا غلام ذلك اليوم رجلٌ من أصحاب ابن عطيّة، فسألني: ما اسمك يا غلام؟ قال: فقلت: العلاء، قال: ابن مَن؟ قلت: ابن أفلح، قال: مولى مَن؟ قلت: مولى أبي الغيث، قال: فأين نحن؟ قلت: بالعُلا، قال: فأين نحن غدًا؟ قلت: بغالب، قال: فما كلَّمني حتى أردفني وراءه، ومضى بي حتى أدخلني على ابن عطيّة، فقال: سل هذا الغلام: ما اسمه؟ فسألني، فرددت عليه القول الذي قلت، قال: فسرّ بذلك ووهب لي دراهم (١).


= الموت استهانوا بوعيد الكتيبة لوعيد الله، مضى الشاب منهم قدمًا حتى تختلف رجلاه عن عنق فرسه قد رملت محاسن وجهه بالدماء وعفر جبينه في الثرى وأسرعت إليه سباع الأرض فكم من عين في منقار طائر طال ما بكى صاحبها من خشية الله وكم من خدٍّ رقيق وجبين عتيق قد فلق بعمد الحديد، رحمة الله على تلك الأبدان وأدخل أرواحها الجنان ثم قال: الناس منا ونحن منهم إلا عابد وثن أو كفرة أهل كتاب أو سلطانًا جائرًا أو شادًا على عضده [تأريخ خليفة / ٤٠٨].
(١) انظر تعليقنا فيما بعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>