للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال العبّاس: قال هارون: وكان أبو حمزة حين خرج ودّع أهل المدينة للخروج إلى مروان يقاتله، قال: يا أهل المدينة، إنا خارجون إلى مَرْوان؛ فإن نظفر نعدلْ في أحكامكم، ونحملكم على سنة نبيكم محمد - صلى الله عليه وسلم -، ونقسم فيئكم بينكم؛ وإن يكن ما تَمنّون؛ فسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون. قال العباس: قال هارون: وأخبرني بعضُ أصحابنا أنّ الناس وثبوا على أصحابه حين جاءهم قتلُه فقتلوهم (١).

قال محمد بن عمر: سار أبو حَمْزة وأصحابه إلى مَرْوان، فلقيهم خيلُ مرْوان بوادي القرى؛ عليها ابن عطيّة السعديّ من قيس، فأوقعوا بهم، فرجعوا منهزمين منهم إلى المدينة، فلقيهم أهلُ المدينة فقتلوهم. قال: وكان الذي قاد جيش مَرْوان عبد الملك بن محمد بن عطية السعديّ سعد هوازن، قدم المدينة في أربعة آلاف فارس عربيّ، مع كلّ واحد منهم بغل، ومنهم مَن عليه درعان أو دِرْع وسنّوْر وَتجافيف؛ وعدّة لم ير مثلها في ذلك الزمان، فمضوْا إلى مكة (١).

وقال بعضهم: أقام ابنُ عطية بالمدينة حين دخلها شهرًا، ثم مضى إلى مكة، واستخلف على المدينة الوليد بن عُروة بن محمد بن عطية، ثم مضى إلى مكة وإلى اليمن واستخلف على مكة ابن ماعز؛ رجلًا من أهل الشام.

ولما مضى ابنُ عطيّة بلغ عبدُ الله بن يحيى - وهو بصنعاء- مسيرهُ إليه، فأقبل إليه بمن معه فالتقى هو وابن عطية، فقتل ابن عطية عبد الله بن يحيى، وبعث ابنه بشير إلى مروان، ومضى ابن عطية فدخل صنعاء وبعث برأس عبد الله بن يحيى إلى مروان، ثم كتب مروان إلى ابن عطيّة يأمره أن يُغِذّ السير، ويحجّ بالناس، فخرج في نفر من أصحابه - فيما حدثني العباس بن عيسى، عن هارون - حتى نزل الجُرْف - هكذا قال العباس - ففطن له بعض أهل القرية، فقالوا: منهزمين والله، فشدّوا عليه، فقال: ويحكم! عامل الحجّ؛ والله كتب إليّ أمير المؤمنين (٢).

قال أبو جعفر: وأما ابن عمر، فإنه ذكر أنّ أبا الزبير بن عبد الرحمن حدّثه،


(١) انظر تعليقنا على الخبر الآتي.
(٢) انظر تعليقنا عن الخبر الآتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>