قال بيهس: لما جاءنا أبو جعفر نهضوا إلينا بجماعتهم، فجعلنا نقاتلهم حتى أتتنا هزيمة مروان، فكنا في القتال شعبان وشهر رمضان وشوالًا، فجاءنا الحسن بن قحطبة في آخر شوال فقال: إلى من تمدّون أعناقكم ما بقي أحد إلا وقد دخل في طاعة أمير المؤمنين، لكم عهدُ الله وميثاقُه أنكم آمنون على كل شيء قِبَلنا، ثم أصبحنا الغد فأتانا خازم بن خزيمة فقال مثل ذلك، ثم جاءنا الحارث بن نوفل الهاشمي، ثم جاءنا إسحاق بن مسلم العقيلي، فقال: القوم يعطونكم ما تريدون فاكتتبنا بيننا وبينكم كتابًا صلحًا، وذلك في أول ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين ومئة على ما شئنا، على أن ابن هبيرة على رأس أمره مع خمسمئة من أصحابه ينزل خمسين يومًا مدينة الشرقية لا يبايع، فإذا تمَّت فإن شاء لحق بمأمنه، وإن شاء دخل فيما دخل فيه الناس، وما كان في أيدينا فهو لنا، ففتحنا الأبواب يوم السبت لأيام خلون من ذي القعدة، فدخلوا المدينة فجوَّلوا فيها وخرجوا ثم فعلوا مثل ذلك يوم الأحد، فلما كان يوم الإثنين دخل علج من علوجهم في خيل فتتبَّع كل دابة عليها سمة لله فأخذها وقال: هذه للإمارة. قال بيهس: فأخبرت أبا عثمان فأخبر ابن هبيرة فقال: غدر القوم وربّ الكعبة وقال =