قال أبو الحسن: قال له ابن هبيرة: إن إمارتكم محدثة فأذيقوا الناس حلاوتها وجنِّبُوهم مرارتها تجتبوا قلوبهم، وما زلت منتظرًا لهذه الدعوة ثم قام، فقال أبو جعفر: عجبًا لرجل يأمرني بقتل هذا. قال بيهس: لما كان يوم الإثنين لثلاث عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين ومئة بعث أبو جعفر خازم بن خزيمة فقتل ابن هبيرة، وكان الذي ولي قتله عبد الله بن البختري الخزاعي، وقتل رياح بن أبي عمارة مولى لبني أمية وعبيد الله بن الحبحاب الكاتب، وقتلوا داود بن يزيد بن عمر بن هبيرة، وأخرج عثمان كاتب ابن هبيرة خازم بن خزيمة فقتله، وأخذ بشر بن عبد الملك بن بشر بن مروان، وأبان بن عبد الملك، والحوثرة بن سهيل، ومحمد بن نباتة، وقعد الحسن بن قحطبة في مسجد حسان النبطي على دجلة مما يلي المدائن فحملوا إليه قضرب أعناقهم، وأتي بحارث بن قطن الهلالي فأمر به إلى السجن، "وطلب خالد بن سلمة المخزومي، فلم يقدر عليه فنادى مناديهم أن خالد بن سلمة آمن، فخرج بعدما قتل القوم يومًا فقتلوه أيضًا". [تأريخ خليفة / ٢٦٠ - ٢٦١ - ٢٦٢]. هذه هي رواية خليفة بن خياط وقد ذكر إسناده إلى الراوي (بيهس) وكان في جيش ابن هبيرة- والملاحظ أن رواية خليفة تخلو من المبالغة والحشو والأعداد الضخمة والكلمات البذيئة وهي مختصرة بالنسبة إلى ما ذكره الطبري وفد خلت من تفاصيل لا فائدة منها وهي في عمومها تؤيد ما ذكره الطبري من تحصن ابن هبيرة بواسط ومحاصرة الحسن بن قحطبة له ثم مجيء أبي جعفر مع جيشه وإحكامه للحصار حول واسط وأخيرًا مشي السفراء بينهما وإجراء الصلح وأخيرًا مقتل ابن هبيرة وابنه وقادته معه، والله تعالى أعلم.