للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتكلم كلام أصلح ما جاءَ منه، ثم قال: يا أمير المؤمنين؛ ألا أردّ الناس؟ قال: بلى، قال: فمرْ بمتاع يحوّل إلى رواق آخر من أرواقك هذه، فأمر بفرُش فأخرجت؛ كأنه يريد أن يهييّء له رواق آخر، وخرج أبو الجهم، فقال: انصرفوا، فإن الأمير يريد أن يقيل عند أمير المؤمنين، ورأوا المتاع ينقَل فظنوه صادقًا، فانصرفوا ثم راحوا، فأمر لهم أبو جعفر بجوائزهم، وأعطى أبا إسحاق مئة ألف.

قال أبو أيوب: قال لي أمير المؤمنين: دخل عليّ أبو مسلم فعاتبتُه ثم شتمتُه، فضربه عثمان فلم يصنع شيئًا، وخرج شبيب بن واج وأصحابه فضربوه فسقط، فقال وهم يضربونه: العفو، فقلت: يا بن اللخناء، العفو والسيوف قد اعتورتْك! وقلت: اذبحوه، فذبحوه (١).


(١) مضى الحديث عن هذا الإسناد وشيوخ المدائني رووه عن شاهد عيان (أبو أيوب) وهو وزير للمنصور ولا نستطيع أن نعتمد عليه وحده في إثبات كل هذه التفاصيل إلا أننا سنذكر ما يؤيد أصل الخبر وبعضًا من هذه التفاصيل.
١ - أخرج ابن عساكر من طريق أحمد بن مروان عن أحمد بن عباد عن محمد بن سلام الجمحي قال دخل أبو مسلم على أبي العباس فسلم عليه وعنده أبو جعفر فقال له يا أبا مسلم هذا أبو جعفر فقال يا أمير المؤمنين هذا موضع لا يؤدى فيه إلا حقك ا. هـ[تأريخ دمشق / ٣٥/ ٤١٧].
٢ - وأخرج ابن عساكر من طريق محمد بن يحيى الصولي عن المغيرة بن محمد حدثني محمد بن عبد الوهاب حدثني علي بن المعافى قال: كتب أبو مسلم إلى المنصور حين استوحش منه أما بعد فقد كنت اتخذت إمامًا وجعلته على العين دليلًا لقرابته والوصية التي زعم أنها صارت إليه فأعطاني عشوة الضلالة وأوهقني في ربقة الفتنة وأمرني أن آخذ بالظنة وأقتل على التهمة ولا أقبل المعذرة فهتكت بأمره حرمات حكم الله صيانتها (وفي رواية الطبري / حتم الله صونها) وسفكت دماء فرض من الله حقنها وزريت الأمر على أهله ووضعته =

<<  <  ج: ص:  >  >>