وفي رواية أخرى عند ابن عساكر [٣٥/ ٤٢٠] ونبغ في الفتنة واستجهلني بالقرآن يحرفه عن مواضعه طمعًا في قليل من الدنيا زائل ومثل لي الضلالة في صورة الهدى وأمرني أن أجرد السيف وأقتل بالظنة ... إلخ. قلت وهذه اتهامات وجّهها أبو مسلم إلى الإمام وهو يدافع عن نفسه ويبرر سلوكه وتصرفاته وكان الإمام يومها قد توفي. فكيف لنا أن نصدق أبا مسلم في ادعائه أضف إلى ذلك فإن أبا جعفر المنصور وهو المعاصر لهما وشاهد عيان في هذه المسائل قد ردّ عليه اتهامه قائلًا [ولم ينسخ لك أمرًا إلا كنت لأرشدهما تاركًا ولأغواهما موافقًا] [تأريخ دمشق ٣٥/ ٤٢٠] اهـ. ٣ - وأخرج ابن عساكر من طريق القاضي أبي الطيب الطبري ومحمد بن الحسين قالا: ثنا المعافي بن زكريا ثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي، نا أبو العباس المنصوري قال: لما قتل المنصور أبا مسلم قال: رحمك الله أبا مسلم فإنك بايعتنا وبايعناك وعاهدتنا وعاهدناك ووفيت لنا ووفينا لك وإنك بايعتنا على أنه من خرج علينا قتلناه وإنك خرجت علينا فقتلناك وحكمنا عليك حكمك لنا على نفسك قال: ولما أراد المنصور قتله دس له رجالًا من القواد منهم شبيب بن واج وتقدم إليهم فقال: إذا سمعتم تصفيقي فاخرجوا إليه فاضربوه. فلما حضر وحاوره طويلًا ... قال المنصور: يا للعجب أتقتلهم حين عصوك وتعصيني فلا أقلتلنَّك ثم صفق فخرج القوم وبدرهم إليه شبيب فضربه فلم يزد على أن قطع حمائل سيفه فقال له المنصور اضربه قطع الله يدك فقال أبو مسلم يا أمير المؤمنين استبقني لعدوك قال وأي عدوٍ أعدى لي منك اضربوه فضربوه بأسيافهم حتى قطعوه إربًا إربًا [تاريخ دمشق ٣٥/ ٤٢٤]. ٤ - وأخرج ابن عساكر من طريق الصولي عن الغلابي عن يعقوب بن جعفر عن أبيه قال خطب الناس المنصورُ بعد قتل أبي مسلم فقال أيها الناس لا تنفروا فيه وإن أبا مسلم بايع لنا على أنه من نكث بيعتنا وأضحى خبثًا لنا فقد أبحنا دمه ونكث وغدر وفجر وكفر فحكمنا عليه لأنفسنا حكمه على غيره لنا [تأريخ دمشق / ٣٥/ ٤٣٥]. =