للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد قيل إن الأيام سبعة لا ستة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سهل بن عسكر، حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، حدثني عبد الصمد بن معقِل، قال: سمعت وهب بن مُنبّه: يقول: الأيام سبعة (١). (١/ ٤٣).

وكلا القولين -اللذَيْن روينا أحدَهما عن الضحاك وعطاء، من أن الله خلق الأيام الستة، والآخر منهما عن وهب بن منبّه من أن الأيام سبعة- صحيح مؤتلف غير مختلف، وذلك أن معنى قول عطاء والضحاك في ذلك كان أن الأيام التي خلق الله فيهنَّ الخلق من حين ابتدائه في خلق السماء والأرض وما فيهنّ إلي أن فرغ من جميعه ستة أيام، كما قال جل ثناؤه {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ}، وأن معنى قول وهب بن منبّه في ذلك كان أنّ عدد الأيام التي هي أيام الجمعة سبعة أيام لا ستة (٢). (١: ٤٣).

وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب قولُ من قال: اليوم الذي ابتدأ الله تعالى ذكره فيه خلقَ السموات والأرض يومُ الأحد؛ لإجماع السلَف من أهل العلم على ذلك.


= الذي كتب به المقادير كما ذهب إلى ذلك الجمهور.
ويحمل حديث القلم على أنه أول المخلوقات من هذا العالم، ويؤيد هذا ما رواه البخاري عن عمران بن حصين قال: قال أهل اليمن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر فقال: (كان الله ولم يكن شيء قبله).
وفي رواية (معه) وفي رواية (غيره). (وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السموات والأرض).
وفي لفظ (ثم خلق السموات والأرض) فسألوه عن ابتداء خلق السموات والأرض ولهذا قالوا:
جئناك نسألك عن أول هذا الأمر فأجابهم عما سألوا فقط، ولهذا لم يخبرهم بخلق العرش كما أخبر في حديث أبي رزين المتقدم (البداية والنهاية ١/ ٣٢).
(١) صحيح.
(٢) صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>