وانظر الخبر في الجليس الصالح الكافي [٢/ ٢٨]. وانظر أخبار القضاة فقد أخرجه القاضي وكيع من طريق آخر عن نمير فقال: أخبرنا أبو ظاهر الدمشقي أحمد بن بشر بن عبد الوهاب قال حدثني أبو عبيد الله قال حدثني أبو يعقوب قال: حدثني نمير الشيباني قال كنت كاتبًا لمحمد بن عمران وهو على قضاء المدينة فحج أبو جعفر ... الخبر] وفيه بعض الاختلاف عن رواية ابن عساكر وبعض زيادات يسيرة منها (فقال الذي على رأسه (أي على رأس القاضي ينادي الناس) بأي شيء أنادي؟ أبا الخلافة أو باسمه؟ قال: باسمه، فناداه فتقدم إليه فقضى عليه ... ) أخبار القضاة / ١٢٧ / تحقيق سعيد اللحام. رابعًا: إكرامه للعلم والعلماء وإعانتهم على قضاء ما عليهم. قال الذهبي: وروى عمر بن عليّ المقدمي عن هشام بن عروة أنه دخل على المنصور فقال: يا أمير المؤمنين اقض عني دَيني، قال: وكم دينك؟ قال: مائة ألف، قال: وأنت في فقهك وفضلك تأخذ دينًا مائة ألف ليس عندك قضاؤها! قال: يا أمير المؤمنين، شب فتيان من فتياننا فأحببت أن أبوئهم وخشيت أن ينتثر عليّ من أمرهم ما أكره فبوَّأتهم، واتخذت لهم منازل وأولمت عنهم ثقة بالله، ثم بأمير المؤمنين، قال: فردّد عليه "مائة ألف! ! " استعظامًا لها، ثم قال: قد أمرنا لك بعشرة آلاف، فقال: يا أمير المؤمنين فاعطني ما أعطيت وأنت طيب النفس، فإني سمعت أبي يحدّث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال "من أعطي عطيّة وهو بها طيّب النفس بورك للمعطي والمعطى" قال: فإني بها طيّب النفس. وهذا حديث مرسل [تأريخ الإسلام / ٣٢٢]. قلت: وقول الذهبي هذا حديث مرسل أي الجزء المرفوع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - (من أعطى ... ) أما الحوار الذي دار بين الخليفة وهشام فقد رواه كما ترى عمر بن علي المقدمي وهو ثقة من رجال الصحيحين عن هشام بن عروة وهو ثقة إمام، وأخرج ابن عساكر من طريق الفضل بن الحباب (ثقة عالم مسند العصر - لسان الميزان / تر ١٣٤٠ / قال سمعت محمد بن سلام الجمحي (صدوق- ميزان الاعتدال / تر ٧٦١١] قال: قيل =