سادسًا: الحالة الاقتصادية في عهد الخليفة المنصور أبي جعفر رحمه الله تعالى قال الذهبي (الإمام الحافظ المؤرخ): وكان في هذا الوقت رخاء الأسعار بالعراق حتى بيع الكبش بدرهم والحمل بأربعة دوانيق والتمر ستون رطلًا بدرهم والزيت ستة عشر رطلًا بدرهم والسمن ثمانية بدرهم - قال أبو نعيم: أنا رأيتُ يُنادى في جبّانة كندة لحم الغنم ستون رطلًا بدرهم والعسل عشرة دراهم [تأريخ الإسلام المجلد السابق / ص ٣٤]. وقال الخطيب البغدادي بعد أن ذكر رخص الأسعار في بغداد آنذاك: ولهذا الأمن والرخص كثر ساكنوها وعظم أهلوها وكثر الدارج في أسواقها وأزقتها حتى كان المار لا يستطيع أن يجتاز من أسواقها لكثرة زحام أهلها [تأريخ بغداد / ١٠/ ٩٩] قلت وفي هذا العصر الذي رخص فيه الأسعار كان الخليفة المنصور لا يبالي إذا لبس قميصًا مرقوعًا ما دام حريصًا على المال العام. ولكي تتكون في ذهن القارئ الكريم صورة للخليفة المسلم المنصور نحاول أن نقارن أحداث عهده بأحداث هذا العصر ففي هذه الأيام وفي بلد كفنزويلا مثلًا يخرج المعارضون للرئيس إلى الشوارع فتتصدى لهم قوات الشرطة بالهراوات وخراطيم المياه والرصاص أحيانًا والرئيس محاط بالمئات من أنصاره وقواته الخاصة ورجال أمنه في قصره لكن هل يستطيع الرئيس الفنزويلي (الذي يطلق عليه بأنه المدافع عن الفقراء والكادحين) أن ينزل مع قوات الشرطة إلى الشارع ليتصدى للمعارضين ويحاربهم - كلا وألف لا -. بينما الخليفة المنصور رحمه الله تعالى كان في مقدمة حرسه ومعاونيه حينما هَبّ عليه المبتدعة من الراوندية وغيرهم وهو راكب بغلة أو فرسًا يقاتلهم ويتقدم الصفوف لا يبالي أصيب أم لا؟ ! ! سابعًا: الحركة العلمية في عهد المنصور رحمه الله تعالى: قال الحافظ الذهبي: وفي =