للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا}. (تفسير ابن كثير بتصرف واختصار وإضافات).
٣ - وأخرج مسلم في صحيحه (كتاب الجنة / ٤/ ٢١٩٧) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يقول الله عزَّ وجلَّ إني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم".
وأخرج البخاري (٦/ ٣٣٥) ومسلم (٢/ ١٠٨٥) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو أن أحدهم إذا أراد أن يأتي أهله قال: باسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره الشيطان أبدًا".
وقد أورد الحافظ ابن كثير هذين الحديثين الشريفين في تفسير قوله تعالى {وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ} ثم ذكر رأي الطبري في تفسير هذه الآية فقال:
قال ابن جرير: وأولى الأقوال بالصواب أن يقال كل مولود ولدته أنثي عُصي الله فيه بتسميته بما يكرهه الله أو بإدخاله في غير الدين الذي ارتضاه الله، أو بالزني بأمه، أو بقتله ووأده، أو غير ذلك من الأمور التي يعصي الله بفعله به أو فيه، فقد دخل في مشاركة إبليس فيه من ولد ذلك الولد له أو منه، لأن الله لم يخصص بقوله {وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيطَانُ إلا غُرُورًا (٦٤)} معنى الشركة فيه بمعني دون معنى فكل ما عُصي الله فيه أو به، وأطيع فيه الشيطان أو به فهو مشاركة).
ثم قال الحافظ ابن كثير: وهذا الذي قاله متجه، وكلّ من السلف رحمهم الله فسر بعض المشاركة ثم ذكر ابن كثير الحديثين الآنفي الذكر (تفسير القرآن العظيم / ٥/ ٢١٠٨).
٤ - وأخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث جابر رضي الله عنه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الشيطان يضع عرشه علي الماء ثم يبعث سراياه في الناس فأقربهم عنده منزلة أعظمهم عنده فتنة، يجيء أحدهم فيقول ما زلت بفلان حتى تركته وهو يقول كذا وكذا، فيقول إبليس والله ما صنعت شيئًا، ويجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله قال فيقربه ويدينه ويلتزمه ويقول نعم أنت". صحيح مسلم (كتاب المنافقين ح ٦٧/ ٢٨١٣).
٥ - وأخرج الترمذي في سننه (كتاب تفسير القرآن / ح / ٢٩٨٨) وابن حبان (كتاب الرقائق / ح ٩٩٧) من حديث ابن مسعود مرفوعًا:
"إن للشيطان لَلَمَّة بابن آدم، وللملك لمَّة، فأما لمة الشيطان فإنها بالشرّ وتكذيب بالحق وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله فليحمد الله، ومن وجد الأخرى فليتعوذ من الشيطان) ثم قرأ: {الشَّيطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (٢٦٨)}.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب وهو حديث أبي الأحوص لا نعلمه مرفوعًا إلا من حديث أبي الأحوص. =

<<  <  ج: ص:  >  >>