٧ - وأخرج البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الملائكة تحدث في العنان" والعنان: الغمام (بالأمر يكون في الأرض فتسمع الشياطين الكلمة فتقرها في أذن الكاهن كما تقر القارورة فيزيدون معها مئة كلمة" (صحيح البخاري / كتاب بدء الخلق / صفة إبليس وجنوده / ح ٣٢٨٨). وفي رواية أخرى "فيخلطون معها مئة كذبة" صحيح البخاري / كتاب الوحيد / (ح ٧٥٦١). ٨ - وأخرج الإمام أحمد في مسنده عن سبرة بن أبي فاكه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه، فقعد له بطريق الإسلام فقال له: أتسلم فتذر دينك ودين آبائك وآباء أبيك؟ قال: فعصاه فأسلم ثم قعد له بطريق الهجرة فقال: أتهاجر وتذر أرضك وسماءك؟ وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطول، قال: فعصاه فهاجر. قال: ثم قعد له بطريق الجهاد فقال: هو جهد النفس والمال فتقاتل فتقتل فتُنْكَحُ المرأة ويُقسم المال، قال: فعصاه فجاهد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فمن فعل ذلك منهم فمات كان حقًّا على الله أن يدخله الجنة أو قتل كان حقًّا على الله أن يدخله الجنة، وإن غرق كان حقًّا علي الله أن يدخله الجنة، أو وقصته دابته كان حقًّا علي الله أن يدخله الجنة". (مسند أحمد / ح ١٥٩٥٨). قال العلامة أرناؤوط: إسناده قوي (مسند أحمد ٢٥/ ٣١٦) والحديث أخرجه ابن حبان (ح ٤٥٩٣) والطبراني في الكبير (ح ٦٥٥٨). شرح غريب الحديث: (مثل المهاجر كمثل الفرس في الطول) أي أن الشيطان يريد أن يصور للإنسان الذي يريد الهجرة بدينه أن المهاجر يصير كالرجل المقيد خارج بلاده، كالفرس في الطول يدور ويرعي بقدر ذلك المكان والمهاجر يصير كذلك مقيدًا لا يختلط به الناس لأنه غريب عنهم ومن غير بلادهم. (والأطرق): جمع طريق. و (جهد المال والنفس): كناية عن إضاعة المال وجلب المشقة علي النفس والله أعلم. ٩ - قال الله سبحانه في سورة الأعراف: {يَابَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (٢٧)} [الأعراف: ٢٧]. وسنأتي علي تفسير هذه الآية فيما يأتي من قصة آدم إن شاء الله تعالى: وقال سبحانه وتعالى: =