للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن عُلَيَّة عن عَوْف -وحدثنا محمد بن بَشَّار وعمر بن شَبَّه، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا عوف. وحدثنا ابن بَشَّار، قال: حدثنا ابن أبي عديّ ومحمد بن جعفر وعبد الوهاب الثقفيّ، قالوا: حدثنا عوف. وحدثني محمد بن عُمارة الأسديّ، قال: حدثنا إسماعيل بن أبان، قال: حدثنا عَنْبسة عن عوف الأعرابيّ عن قَسَامة بن زُهَير، عن أبي موسى الأشعريّ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله خلقَ آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم علي قدر الأرض؛ جاء منهم الأحمر، والأسود، والأبيض، وبين ذلك، والسهل، والحَزْن، والخبيث، والطيب، ثم بُلَّتْ طينته حتى صارت طينًا لازبًا، ثم تُرِكت حتى صارت حمأ مسنونًا، ثم تركتْ حتى صارت صلصالًا كما قال الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإ مَسْنُونٍ (٢٦)} (١). (٩١: ١).


= {قَال رَبِّ بِمَا أَغْوَيتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْويَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٣٩) إلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (٤٠) قَال هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (٤١) إِنَّ عِبَادِي لَيسَ لَكَ عَلَيهِمْ سُلْطَانٌ إلا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوينَ (٤٢) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (٤٣)} [الحجر: ٣٩ - ٤٣].
١٠ - وطبيعة الشيطان العدائية لبني آدم معروفة لمن قرأ كتاب الله كما قال الله تعالى:
{إِنَّ الشَّيطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} وهو بطبيعته العدوانية هذه يحاول التدخل في كل صغيرة وكبيرة من شؤون الحياة اليومية عسى أن يجبر الإنسان إلي باب من أبواب المعصية كما في صحيح البخاري "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجري الدم". وحتي في أخص الخصوصيات ولذلك أمرنا الإسلام أن نكون حذرين في كل صغيرة وكبيرة كي لا نقع في معصية أو تلبيس إبليس.
وقد ورد في صحيح البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: (لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإن كان بينهما ولد لم يضره الشيطان ولم يسلط عليه). (صحيح البخاري: كتاب بدء الخلق ح / ٣٢٨٣). وفي القرآن الكريم آيات قرآنية كثيرة تتحدث عن طبيعة إبليس اللعين ودوره في إفساد المجتمعات.
ولنا في الأحاديث الصحيحة والآيات القرآنية كفايةٌ ولله الحمد وله المنة والفضل.
وقد جمع الحافظ ابن كثير أحاديث كثيرة عند حديثه عن إبليس في بداية كتابه القيم البداية والنهاية فليراجع.
(١) هذا إسناد مركب صحح مداره على عوف الأعرابي وهو ثقة.
والشطر الأول من الحديث أخرجه الترمذي (ح ٢٩٥٥) وقال: حسن صحيح. وأخرج أحمد شطره الأول كذلك. =

<<  <  ج: ص:  >  >>