للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن جِبْرئيل - عليه السلام - انطَلَق بي إليهم ليلة أسرِيَ بي من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، فدعوتُ يأجوجَ ومأجوج إلى عبادة الله عزّ وجلّ فأبوْا أن يجيبوني، ثم انطلق بي إلى أهل المدينتين، فدعوتهم إلى دين الله عزّ وجلّ وإلى عبادته فأجابوا وأنابوا، فهم في الدين [إخواننا]، مَنْ أحسن منهم فهو مع محسنكم، ومن أساء منهم فأولئك مع المسيئين منكم. ثم انطلق بي إلى الأمم الثلاث، فدعوتهم إلى دين الله وإلى عبادته فأنكروا ما دعوتهم إليه، فكفروا بالله عزّ وجلّ وكذبوا رسله، فهم مع يأجوج ومأجوج وسائر مَنْ عصى الله في النار؛ فإذا ما غربت الشمس رُفِع بها من سماء إلى سماء في سرعة طيران الملائكة؛ حتى يُبلَغ بها إلى السماء السابعة العليا، حتى تكون تحت العرش فتخرّ ساجدة، وتسجد معها الملائكة الموكلون بها، فيُحْدَرُ بها من سماء إلى سماء؛ فإذا وصلت إلى هذه السماء فذلك حين ينفجر الفجْر، فإذا انحدرت من بعض تلك العيون، فذاك حين يضيء الصبح، فإذا وصلت إلى هذا الوجه من السماء فذاك حين يضيء النهار.

قال: وجعل الله عند المشرق حجابًا من الظلمة على البحر السابع، مقدار عدة الليالي منذ يوم خلق الله الدنيا إلى يوم تُصرَم، فإذا كان عند الغروب أقبل مَلَك قد وُكل بالليل فيقبض قبضةً من ظُلمة ذلك الحجاب، ثم يستقبلُ المغربَ؛ فلا يزال يُرسل من الظلمة من خلل أصابعه قليلًا قليلًا وهو يراعي الشَّفق، فإذا غاب الشفق أرسلَ الظلمة كلَّها ثم ينشر جناحيه، فيبلغان قُطري الأرض وكنَفِي السماء، ويجاوزان ما شاء الله عزّ وجلّ خارجًا في الهواء، فيسوق ظلمة الليل بجناحيه بالتسبيح والتقديس والصلاة دفه حتى يبلغ المغرب، فإذا بلغ المغرب انفجر الصبح من المشرق، فضمّ جناحيه، ثم يضم الظلمة بعضها إلى بعض بكفيه، ثم يقبض عليها بكف واحدة نحو قبضته إذا تناولها من الحجاب بالمشرق، فيضعها عند المغرب على البحر السابع من هناك ظلمة الليل. فإذا ما نقل ذلك الحجابُ من المشرق إلى المغرب نفخ في الصور، وانقضت الدنيا، فضوء النهار من قِبَل المشرق، وظلمة الليل من قبَل ذلك الحجاب، فلا تزال الشمس والقمر كذلك من مطالعهما إلى مغاربهما إلى ارتفاعهما، إلى السماء السابعة العليا، إلى محبسهما تحت العرش، حتى يأتِيَ الوقت الذي ضرب الله لتوبة العباد، فتكثر

<<  <  ج: ص:  >  >>