للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- عليه السلام - فبناه، فذلك قوله تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيتِ} (١). (١: ١٢٣).

١٦٨ - حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعْمَر عن قتادة، قال: وضع الله تعالى البيت مع آدم، فكان رأسُه في السماء ورجلاه في الأرض، فكانت الملائكة تهابه، فنُقص إلى ستين ذراعًا، فحزن آدم؛ إذ فقد أصواتَ الملائكة وتسبيحَهم، فشكا ذلك إلى الله، فقال الله: يا آدم! إنّي أهبطت لك بيتًا تطوف به كما يُطاف حول عرشي، وتصلِّي عنده كما يصلَّى عند عرشي. فانطلق إليه آدم - عليه السلام -، فخرج وَمُدّ له في خطوه، فكان بين كلّ خطوة مفازة، فلم تزل تلك المفاوز بعد ذلك، فأتى آدم - عليه السلام - البيت، فطاف به ومَنْ بعده [من] الأنبياء (٢). (١: ١٢٣).

١٦٩ - حدثني الحارث، قال: حدثنا ابن سعد، قال: حدثنا هشام بن محمد، قال: أخبرني أبي عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: لما حُطّ من طول آدم - عليه السلام - إلى ستين ذراعًا أنشأ يقول: ربِّ، كنتُ جارَك في دارك؛ ليس لي ربّ غيرك، ولا رقيب دونك، آكل فيها رغدًا، وأسكن حيث أحببت، فأهبطتَني إلى هذا الجبل المقدس، فكنت أسمع أصوات الملائكة، وأراهم كيف يحفّون بعرشك، وأجِد ريحَ الجنة وطيبها، ثم أهبطتَني إلى الأرض، وحططتني إلى ستين ذراعًا، فقد انقطع عني الصوتُ والنظر، وذهب عني ريح الجنة. فأجابه الله عزّ وجلّ: لمعصيتك يا آدم فعلتُ ذلك بك. فلما رأى الله تعالى عُرْيَ آدم وحواء أمره أن يذبح كبشًا من الضأن من الثمانية الأزواج التي أنزل من الجنة، فأخذ كبشًا فذبحه، ثم أخذ صوفه فغزلتْه حواء، ونسجه هو وحواء، فنسج آدم جُبّة لنفسه، وجعل لحواء دِرْعًا وخِمارًا، فلبسا ذلك، وأوحى الله تعالى إلى آدم أن لي حرمًا بحيَال عرشي، فانطلق فابن لي فيه بيتًا، ثم حُفَّ به كما رأيت ملائكتي يحفّون بعرشي، فهنالك أستجيبُ لك ولولدك؛ مَنْ كان منهم في طاعتي، فقال آدم: أي ربّ، فكيف لي بذلك، لست أقوى عليه ولا أهتدي له! فقيَّض الله له ملَكًا؛ فانطلق به نحو مكة، فكان آدم إذا مرّ بروضة ومكان


(١) هذا إسناد مرسل ضعيف وفي متنه نكارة.
(٢) إسناده مرسل وفي متنه نكارة فالصحيح أنه - عليه السلام - خلق بطول ستين ذراعًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>