للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٤٧ / أ - وقد زعم بعضهم: أن الله بعث إدريس إلى جميع أهل الأرض في زمانه، وجمَع له عِلْم الماضين، وأن الله عزَّ وجلّ زاده مع ذلك ثلاثين صحيفة، قال: فذلك قول الله عزَّ وجل: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (١٨) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (١٩)}.

وقال: يعني بالصحف الأولى [الصحف] التي أنزلت على ابن آدم هبة الله، وإدريس عليهما السلام (١) (١: ١٧١).

٢٤٨ - وقال بعضُهم: ملك بيوَراسب في عهد إدريس، وقد كان وقع إليه كلام من كلام آدم صلوات الله عليه، فاتّخذه في ذلك الزمان سحرًا، وكان بيوراسب يعمل به، وكان إذا أراد شيئًا من جميع مملكته أو أعجبته دابّة أو امرأة نفخ بقصَبة كانت له من ذهب، وكان يجيءُ إليه كلّ شيء يريده، فمن ثَمَّ تنفخ اليهود [في الشبّورات] (٢) (١: ١٧١).

٢٤٩ - وأما الفرس فإنهم قالوا: ملك بعد موت أوشهنج طهمورث بن ويونجهان بن خُبانداذ بن خُيايذار بن أوشهنج.

وقد اختلف في نسب طهمورث إلى أوشهنج، فنسبه بعضهم النسبة التي ذكرت. وقال بعض نسَّابة الفرس: هو طهمُورث بن أبيونكهان بن أنكهد بن أسكهد بن أوشهنج (٣). (١: ١٧١).

٢٥٠ - وقال هشام بن محمَّد الكلبيّ -فيما حُدثتُ عنه: ذكر أهلُ العلم أن أولَ ملوك بابل طهمورث، قال: وبلغنا - والله أعلم - أن الله أعطاه من القوَّة ما خضع له إبليس وشياطينه، وأنه كان مُطيعًا لله، وكان ملكه أربعين سنة.

وأما الفرس فإنها تزعم أن طهمورث ملك الأقاليم كلّها، وعقد على رأسه تاجًا، وقال يوم ملك: نحن دافعون بعون الله عن خليقته المَرَدة الفَسَدة. وكان محمودًا في ملكه، حَدِبًا على رعيته، وأنه ابتنى سابور من فارس ونزلها، وتنقّل في البلدان، وأنه وثب بإبليس حتى ركبه، فطاف عليه في أداني الأرض


(١) ضعيف.
(٢) ضعيف.
(٣) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>