للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنة وتسع عشرة سنة. ثم مات ونكح لمك بن متوشلخ بن أخنوخ بتنوس بنت براكيل بن محويل بن خنوخ بن قَين بن آدم - عليه السلام -، وهو ابن مئة سنة وسبع وثمانين سنة. فولدت له نوحًا النبي، فعاش لمك بعد ما ولد له نوح خمسمئة سنة وخمسًا وتسعين سنة، [وولد له بنون وبنات]، فكان كلُّ ما عاش سبعمئة سنة وثمانين سنة، ثم مات. ونكح نوح بن لمك عمذرة بنت براكيل بن محويل بن خنُوخ بن قين بن آدم، وهو ابن خمسمئة سنة، فولدت له بنيه: سام، وحام، ويافث بني نوح (١). (١: ١٧٣).

٢٥٤ - وقال أهل التوراة: ولد لمتُوشلَخ بعد ثمانمئة سنة وأربع وسبعين سنة من عمر آدم لمك، فأقام على ما كان عليه آباؤه: من طاعة الله وحفظ عهوده. قالوا: فلما حضرت مَتُوشلَخ الوفاة استخلف لمك على أمره، وأوصاه بمثل ما كان آباؤه يوصون به. قالوا: وكان لمك يَعظ قومه، وينهاهم عن النزول إلى ولد قايين فلا يتَّعظون، حتى نزل جميع مَنْ كان في الجبل إلى ولد قايين.

وقيل: إنه كان لمتُوشَلَخ ابن آخر غير لمَك، يقال له: صابئ - وقيل: إن الصابئين به سُمّوا صابئين - وكان عمر مَتُوشَلَخ تسعمئة وستين سنة، وكان مولد لمَك بعد أن مضى من عمر مَتُوشَلخ مئة وسبع وثمانون سنة. ثم ولد لمَك نوحًا بعد وفاة آدم بمئة سنة وست وعشرين سنة، وذلك لألف سنة وست وخمسين سنة مضت من يوم أهبط الله عزَّ وجلَّ آدم إلى مولد نوح - عليه السلام -، فلما أدرك نوح قال له لمَك: قد علمت أنه لم يبق في هذا الموضع غيرُنا، فلا تستوحش ولا تتبع الأمة الخاطئة؛ فكان نوح يدعو إلى ربّه، ويعظ قومَه فيستخفُّون به، فأوحى الله عزَّ وجلَّ إليه أنه قد أمهلهم؛ فأنظِرهم ليراجعوا ويتوبوا مدة، فانقضت المدة قبل أن يتوبوا ويُنيبوا.

وقال آخرون غير من ذكرت قوله: كان نوح في عهد بِيوراسب، وكان قومه يعبدون الأصنام، فدعاهم إلى الله جلَّ وعزَّ تسعمئة وستة وخمسين سنة؛ كلَّما


(١) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>