للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مضى قرنٌ تبعهم قرن، على ملّةٍ واحدة من الكفر، حتى أنزل الله عليهم العذاب فأفناهم (١). (١: ١٧٤).

٢٥٥ - حدثنا الحارث، قال: حدثنا ابن سعد، قال: حدثني هشام وقال: أخبرني أبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: وَلَد مَتُوشلَخ لمك ونفرًا معه، وإليه الوصية، فولَد لمك نوحًا، وكان للَمَك يوم ولد نوح اثنتان وثمانون سنة، ولم يكن أحد في ذلك الزمان ينهَى عن منكر، فبعث الله إليهم نوحًا؛ وهو ابن أربعمئة سنة وثمانين سنة، ثم دعاهم في نبوّته مئة وعشرين سنة، ثم أمره بصنعة السفينة فصنعَها وركبها وهو ابن ستمئة سنة، وغرق من غرق، ثم مَكث بعد السفينة ثلاثمئة سنة وخمسين سنة (٢). (١: ١٧٤).

٢٥٦ - وأما علماء الفرس فإنهم قالوا: ملك بعد طهمورث جم الشيذ - والشيذ معناه عندهم: الشعاع، لقّبوه بذلك فيما زعموا لجماله - وهو جم بن ويونجهان، وهو أخو طمهورَث. وقيل: إنه ملَك الأقاليم السبعة كلَّها، وسُخِّر له ما فيها من الجنّ والإنس، وعُقِد على رأسه التاج. وقال حين قعد في ملكه: إن الله تبارك وتعالى قد أكمل بهاءنا وأحسن تأييدنا، وسنُوسع رعيتنا خيرًا. وإنه ابتدع صنعة السيوف والسلاح، ودلَّ على صنعة الإبريسم والقَزّ وغيره مما يُغْزَل، وأمر بنسج الثياب وصبْغها، ونحت السروج والأكُف وتذليل الدوابّ بها.

وذكر بعضُهم: أنه توارَى بعد ما مضى من ملكه ستمئة سنة وست عشرة سنة وستَّة أشهر، فخلت البلادُ منه سنة، وأنه أمر لمُضِيّ سنةٍ من ملكه إلى سنة خمس منه بصنعة السيوف والدروع والبيض وسائر صنوف الأسلحة وآلة الصنّاع من الحديد. ومن سنة خمسين من مُلْكه إلى سنة مئة بغزل الإبريسم والقَزّ والقطن والكَتّان وكلّ ما يُستطاع غزلُه وحياكة ذلك وصبْغته ألوانًا وتقطيعه أنواعًا ولبسه. ومن سنة مئة إلى سنة خمسين ومئة صنَّف الناس أربع طبقات: طبقة مقاتلة، وطبقة فقهاء، وطبقة كتَّابًا وصناعًا وحرّاثين، واتخذ طبقة منهم خَدَمًا، وأمرَ كلّ


(١) ضعيف.
(٢) ضعيف وفي إسناده الكلبي وأبوه متروكان.

<<  <  ج: ص:  >  >>