للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بهما رأسه. وكان جبَّارًا أربعمئة عام، فعذبه الله أربعمئة سنة كملكه وأماته الله، وهو الذي بنى صرْحًا إلي السماء، فأتي الله بنيانه من القواعد، وهو الذي قال الله: {فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ} (١). (١: ٢٨٧/ ٢٨٨).

٤٧٢ - حدثنا موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط عن السدّي في خبر ذكره عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس- وعن مرّة عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي، قال: أمر الذي حاجّ إبراهيم في ربه بإبراهيم، فأخرِج -يعني من مدينته- قال: فأخْرِج فلقي لوطًا علي باب المدينة -وهو ابن أخيه- فدعاه فآمن به، وقال: {إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي}، وحلف نمرود أن يطلب إله إبراهيم، فأخذ أربعة أفرُخ من فراخ النسور؛ فربَّاهن باللحم والخمر، حتى إذا كبرن وغلظن واستعجلن، قرنهنّ بتابوت، وقعد في ذلك التابوت، ثم رفع رجلًا من لحم لهنّ، فطرن به، حتى إذا ذهبن في السماء أشرف ينظر إلي الأرض، فرأي الجبال تدبُّ كدبيب النمل، ثم رفع لهنّ اللحم، ثم نظر فرأي الأرض محيطًا يها بحر كأنها فَلْكة في ماء، ثم رفع طويلا فوقع في ظلمة؛ فلم ير ما فوقه ولم ير ما تحته، ففزع فألقى اللحم فاتبعتْه منقضّات، فلما نظرت الجبال إليهنَّ وقد أقبلن منقضَّاتٍ وسمعن حفيفهنّ فزعت الجبال، وكادت أن تزول من أمكنتها ولم يفعلن، وذلك قوله عزَّ وجلّ: {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (٤٦) وهي في قراءة ابن مسعود: (وَإِن كَادَ مَكْرُهُمْ) فكان طيرانهنَّ به من بيت المقدس، ووقوعهنّ في جبل الدخان، فلما رأي أنه لا يطيق شيئًا أخذ في بناء الصرح، فبني حتى إذا أسنده إلي السماء ارتقي فوقه ينظر -بزعمه- إلي إله إبراهيم، فأحدث ولم يُحدِث، وأخذ الله بنيانه من القواعد: {فَخَرَّ عَلَيهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيثُ لَا يَشْعُرُونَ (٢٦) يقول: من مأمنهم، وأخذهم من أساس الصرح، فتنقض [بهم]، ثم سقَطَ فتبلبلت ألسن الناس من يومئذ من الفزع، فتكلموا بثلاثة وسبعين لسانًا، فلذلك سميت بابل، وإنما كان لسان الناس قبل ذلك السُّريانية (٢). (١: ٢٨٨/ ٢٨٩).


(١) ضعيف.
(٢) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>