للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٧٣ - حدثنا ابنُ وكيع، قال: حدثنا أبو داود الحفَرِيّ عن يعقوب، عن حفص بن حميد -أو جعفر- عن سعيد بن جُبير: {وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ}، قال: نمرود صاحب النسور، أمر بتابوت فجُعل وجَعَل معه رجلًا. ثم أمر بالنسور فاحتملته، فلمّا صعد قال لصاحبه: أيّ شيء تري؟ قال: أرَي الماء والجزيرة -يعني الدنيا- ثم صعد وقال لصاحبه: أيّ شيء تري؟ قال: ما نزداد من السماء إلا بعدًا، قال: اهبط، وقال غيره: نُودي: أيها الطاغية، أين تريدُ؟ فسمعت الجبال حفيفَ النسور، وكانت تري أنه أمر من السماء فكادت تزول، فهو قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} (١). (١: ٢٩٠).

٤٧٤ - حدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا محمد بن أبي عديّ عن شُعْبة، عن أبي إسحاق، قال: حدثنا عبد الرحمن بن دانيل، أن عليًّا - عليه السلام - قال في هذه الآية: {وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ}، قال: أخذ ذلك الذي حاجّ إبراهيم في ربه نَسْرين صغيرين، فربَّاهما حتى استغلظا واستعلجا فشبّا، قال: فأوثق رجْلَ كلّ واحد منهما بوتر إلي تابوت، وجوّعهما وقعد هو ورجلُ آخر في التابوت، قال: ورفع في التابوت عصًا علي رأسه اللحم، فطارا، وجعل يقول لصاحبه: انظر ماذا تري؟ قال: أري كذا وكذا، حتى قال: أري الدنيا كأنها ذباب، فقال: صوّبْ، فصوّبها، فهبطا. قال: فهو قوله عزَّ وجلَّ: {وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ}، قال أبو إسحاق: ولذلك هي في قراءة عبد الله: (وَإِن كَادَ مَكْرُهُمْ).

فهذا ما ذكر من خبر نمرود بن كوش بن كنعان (٢). (١: ٢٩٠).

٤٧٥ - وقد قال جماعة: إن نمرود بن كوش بن كنعان هذا مَلك مشرق الأرض ومغربها، وهذا قول يدفعُه أهل العلم بسيَر الملوك وأخبار الماضين، وذلك أنهم لا يدفعون ولا ينكرون أن مولد إبراهيمَ كان في عهد الضحاك بن أندرماسب الذي قد ذكرنا بعضَ أخباره فيما مضي، وأن ملك شرق الأرض وغربها يومئذ كان


(١) ضعيف.
(٢) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>