للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: {إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ} (١). (١: ٣٦٠).

٦٢١ - حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد بن زُرَيع، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن، قال: ذُكِر لنا أنه كان بينهما يومئذ ثمانون فرسخًا، يوسف بأرض مصر ويعقوب بأرض كنعان، وقد أتى لذلك زمان طويل (٢). (١: ٣٦٠).

٦٢٢ - حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قوله: {إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ}، قال: بلغنا أنه كان بينهم يومئذ ثمانون فرسخًا، وقال: {إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ} وقد كان فارقه قبل ذلك سبعًا وسبعين سنة. ويعني بقوله: {لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ}: لولا أن تسفّهوني فتنسبوني إلى الهرم وذهاب العقل، فقال له مَنْ حضره من ولده حينئذ: تالله إنك من ذكر يوسف وحبّه {لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ} - يعنون: في خطئك القديم.

{فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ} -يعني: البريد الذي أبرده يوسف إلى يعقوب- يبشر بحياة يوسف وخبره، وذكر أن البشير كان يهوذا بن يعقوب (٣). (١: ٣٦٠).

٦٢٣ - حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا عِمرو، عن أسباط، عن السُّديّ، قال: قال يوسف: {اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ}. قال يهوذا: أنا ذهبت بالقميص ملطخًا بالدم إلى يعقوب فأخبرته أن يوسف أكله الذئب، وأنا أذهب اليوم بالقميص فأخبره بأنه حيّ، فأقرّ عينه كما أحزنته؛ فهو كان البشير.

فلما أن جاء البشيرُ يعقوبَ بقميص يوسف ألقاه على وجهه، فعاد بصيرًا بعد العمى، فقال لأولاده: {قَال أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}. وذلك أنه كان قد علم -من صدق تأويل رؤيا يوسف التي رآها: أنّ الأحد عشر كوكبًا والشمس والقمر ساجدون- ما لم يكونوا يعلمون. فقالوا ليعقوب: {يَاأَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ}. فقال لهم يعقوب: {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي}.


(١) ضعيف.
(٢) ضعيف.
(٣) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>