للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البحر، فلقي الخضر بها، فسلَّم عليه، فقال الخضر: وعليك السلام، وأنى يكون هذا السلام بهذه الأرض! ومن أنت؟ قال: أنا موسى، فقال له: الخضر صاحبُ بني إسرائيل؟ قال: نعم، فرحَّب به وقال: ما جاء بك؟ قال: جئت على أن تعلِّمني مما علمت رشدًا، قال: {إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا}، يقول: لا تطيق ذلك، قال موسى: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا}. قال: فانطلق به، وقال له: لا تسألني عن شيء أصنعُه حتى أبين لك شأنه، فذلك قوله: {حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا}. فركبا في السَّفينه يريدان أن يتعديا إلى البرّ، فقام الخضر، فخرق السفينة فقال له موسى: {أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيئًا إِمْرًا} ... ثم ذكر بقية القصّة (١). (١: ٣٦٩/ ٣٧٠ / ٣٧١).

٦٣٩ - حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا يعقوب القمي، عن هارون بن عنترة عن أبيه، عن ابن عباس قال: سأل موسى - عليه السلام - ربه عزّ وجلّ فقال: أي ربّ! أيُّ عبادك أحبّ إليك؟ قال: الذي يذكرني ولا ينساني، قال: فأيّ عبادك أقضى؟ قال: الذي يقضي بالحق ولا يتبع الهوى، قال: أيّ رب! أيُّ عبادك أعلم؟ قال: الذي يبتغي علْم الناس إلى علمه، عسى أن يُصيب كلمة تهديه إلى هدى، أو تردَّه عن ردىً، قال: ربّ فهل في الأرض أحد -قال أبو جعفر: أظنه قال: - أعلم مني؟ قال: نعم، قال: ربّ، فمن هو؟ قال: الخضر، قال: وأين أطلبه؟ قال: على الساحل، عند الصخرة التي ينفلت عندها الحوت، قال: فخرج موسى يطلبه حتى كان ما ذكره الله عزّ وجلّ وانتهى موسى إليه عند الصخرة، فسلَّم كلُّ واحد منهما على صاحبه، فقال له موسى: إني أريد أن تستصحبني، قال: لن تطيق صحبتي، قال: بلى، قال: فإن صحبتني: {فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (٧٠) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَال أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيئًا إِمْرًا (٧١) قَال أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (٧٢) قَال لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (٧٣) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَال أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيئًا نُكْرًا}، إلى قوله: {لَاتَّخَذْتَ عَلَيهِ أَجْرًا}.

قال: فكان قول موسى في الجدار لنفسه، ولطلب شيء من الدنيا، وكان قوله


(١) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>