للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَيأكل مسامير الأبواب من الحديد حتى تقع دورهم ومساكنهم، فقالوا مثل ما قالوا، فدعا ربه فكشَفه عنهم فلم يفوا له بشيء مما قالوا، فأرسل الله عليهم القمَّل، فذكر لي: أن موسى أمِر أن يمشِيَ إلى كثيب فيضربه بعصاه فمشى إلى كثيب أهيَل عظيم فضربه بها فانثال عليهم قمَّلا حتى غلبَ على البيوت والأطعمة ومنعهم النوم والقرار، فلما جهدهم قالوا له مثل ما قالوا فدعا ربه فكشف عنهم فلم يفوا له بشيءٍ مما قالوا فأرسل الله عليهم الضفادع فملأت البيوت والأطعمة والآنية فلا يكشفُ أحد منهم ثوبًا ولا طعامًا ولا إناء إلا وجدَ فيه الضفادع قد غلبتْ عليه، فلما جهدهم ذلك قالوا له مثل ما قالوا، فدعا ربه فكشف عنهم فلم يفُوا له بشيء مما قالوا، فأرسل الله عليهم الدم فصارت مياه آل فرعون دمًا، لا يستقون من بئر ولانهر ولا يغترفون من إناء إلا عادت دمًا عبيطًا (١). (١: ٤١٧/ ٤١٨).

٦٦٧ - حدثنا محمد بن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: فحدثني محمد بن إسحاق، عن محمد بن كعب القرظيّ: أنه حدّث أن المرأة من آل فرعون كانت تأتِي المرأةَ من بني إسرائيل حين جهدهم العطش، فتقول: اسقني من مائك، فتغرف لها من جَرّتها أو تصبّ لها من قربتها، فيعود في الإناء دمًا، حتى إن كانت لتقول لها: اجعليه في فيك ثم مجّيه في في، فتأخذ في فيها ماء، فإذا مجّته في فيها صار دمًا، فمكثوا في ذلك سبعة أيام، فقالوا: {ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ}. فلما كشف عنهم الرجز نكَثوا ولم يفوا بشيء مما قالوا، فأمر الله موسى أن يسير، وأخبره أنه منجّيه ومَنْ معه، ومهلكُ فرعون وجنوده، وقد دعا موسى عليهم بالطمْسة؛ فقال: {رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ} -إلى- {وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}. فمسخ الله أموالهم حجارة: النخل والرقيق والأطعمة، فكانت إحدى الآيات التي أراهنَّ الله فرعون (٢). (٤١٨: ١).

٦٦٨ - حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن بُرَيدة بن


(١) ضعيف.
(٢) ضعيف وهو إسناد مرسل.

<<  <  ج: ص:  >  >>