للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نعم، ولا يظن هارون إلّا أنه كبعض ما جاء به غيره من تلك الأمتعة والحليّ، فقذفه فيها، وقال: كن عجلًا جسدًا له خوار، فكان للبلاء والفتنة، فقال: {هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى}، فعكفوا عليه وأحبوه حبًّا لم يحبوا مثله شيئًا قطّ، فقال الله عزّ وجلّ: {فَنَسِيَ}، أي ترك ما كان عليه من الإسلام، -يعني السامريّ- {أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا}.

قال: وكان اسمُ السامريّ موسى بن ظفر، وقع في أرض مصر، فدخل في بني إسرائيل. فلما رأى هارون ما وقعوا فيه قال: {يَاقَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ} -إلى قوله- {حَتَّى يَرْجِعَ إِلَينَا مُوسَى}. فأقام هارون فيمن معه من المسلمين ممن لم يفتتن، وأقام مَنْ يعبد العجل على عبادة العجل، وتخوّف هارون إن سار بمن معه من المسلمين أن يقول له موسى: {فَرَّقْتَ بَينَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي}، وكان له هائبًا مطيعًا، ومضى موسى ببني إسرائيل إلى الطور، وكان الله عزّ وجلّ وعدَ بني إسرائيل حين أنجاهم وأهلك عدوّهم جانب الطور الأيمن، وكان موسى حين سار ببني إسرائيل من البحر قد احتاجوا إلى الماء، فاستسقى موسى لقومه، فأمِر أن يضرب بعصاه الحجر، {فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَينًا}، لكل سِبْط عين يشربون منها قد عرفوها (١). (١: ٤٢٥/ ٤٢٦).

٦٧٩ - حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة عن ابن إسحاق، عن صدقة ابن يسار، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس، قال: كان الله تعالى قد كتب لموسى فيها موعظة وتفصيلًا لكلّ شيء وهدى ورحمة، فلما ألقاها رَفع الله ستةَ أسباعها وأبقى سبعًا، يقول الله عزّ وجلّ: {وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ}، ثم أمر موسى بالعجل فأحرِقَ، حتى رجع رمادًا، ثم أمر به فقذف في البحر.

قال ابن إسحاق: فسمعت بعض أهل العلم يقول: إنما كان أحرقه ثمّ سَحَله ثم ذرّاه في البحر. والله أعلم (٢). (١: ٤٢٧).

٦٨٠ - ثم اختار موسى منهم سبعين رجلًا: الخيِّر فالخيِّر، وقال: انطلقوا إلى الله فتوبوا إليه مما صنعتم وسلُوه التوبة علَى من تركتم وراءكم من قومكم،


(١) ضعيف.
(٢) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>