للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عامة أهلها فنزلوا ناحية منها، فهلك أكثرُ مَن بقي في القرية وسلم الآخرون، فلم يمت منهم كثير، فلما ارتفع الطاعون رجعوا سالمين، فقال الذين بقوا: أصحابُنا هؤلاء كانوا أحزَم منا، لو صنعنا كما صنعوا بقينا! ولئن وقع الطاعون ثانية لنخرجنّ معهم. فوقع في قابل فهربوا وهم بضعة وثلاثون ألفًا، حتى نزلوا ذلك المكان، وهو واد أفيَح، فناداهم مَلَك من أسفل الوادي، وآخر من أعلاه: أن موتوا، فماتوا حتى هلكوا، وبليت أجسادهم، فمرّ بهم نبيٌّ يقال له: هِزْقيل، فلما رآهم وقف عليهم فجعل يتفكر فيهم، يَلْوي شِدقه وأصابعه، فأوحي الله إليه: يا هزقيل! أتريد أن أريك كيف أحييهم؟ قال: نعم، وإنما كان تفكُّره أنه تعجَّب من قدرة الله عليهم، فقال: نعم، فقيل له: ناد، فنادي يا أيّتها العظام، إن الله يأمرك أن تجتمعي، فجعلت العظام يطير بعضها إلي بعض؛ حتى كانت أجسادًا من عظام، ثم أوحي الله أن ناد: يا أيتها العظام؛ إن الله يأمرك أن تكتسي لحمًا فاكتست لحمًا ودمًا وثيابَها التي ماتت فيها؛ وهي عليها، ثم قيل له: ناد، فنادي: يا أيتها الأجساد، إن الله يأمرُك أن تقومي، فقاموا (١). (١: ٤٥٨).

٧٢٣ - حدثني موسى، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسباط، قال: فزعم منصور بن المعتمر عن مجاهد أنهم قالوا حين أحْيُوا: سبحانك ربنا وبحمدك لا إله إلا أنت؛ فرجعوا إلي قومهم أحياء يعرفون أنهم كانوا موتي، سحنةُ الموت علي وجوههم، لا يلبسون ثوبًا إلا عاد دسمًا مثل الكفن، حتى ماتوا لآجالهم التي كتبت لهم (٢). (١: ٤٥٩).

٧٢٤ - حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا حكَّام عن عنبسة، عن أشعث، عن سالم النَصْريّ، قال: بينما عمر بن الخطاب يصلي ويهوديان خلفه، وكان عمر إذا أراد أن يركع خوَّي، فقال أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ قال: فلما انفتل عمر قال: أرأيت قولَ أحدكما لصاحبه: أهو هو؟ فقالا: إنا نجد في كتابنا قرنًا من حديد يعطَي ما أعطي حزقيل الذي أحيا الموتي بإذن الله، فقال عمر: ما نجد في كتابنا حزقيل، ولا أحيا الموتي بإذن الله إلا عيسى ابن مريم، فقالا: أما تجد في كتابُ الله {وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيكَ}، فقال عمر: بلى، قالا وأما إحياء


(١) ضعيف.
(٢) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>