للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآخرة، ولتُخبروا مَنْ وراءكم بما رأيتم من فعل ربنا، ولتنذروا مَنْ بعدكم، ولولا ذلك ما أبقاكم. ولَدمُك ودمُ مَنْ معك أهونُ على الله من دم قُراد لو قتلته! .

ثم إن ملك بني إسرائيل أمر أميرَ حرسه فقذف في رقابهم الجوامع، وطاف بهم سبعين يومًا حولَ بيت المقدس، وكان يرزقهم كلّ يوم خبزتَين من شعير، لكلّ رجل منهم، فقال سنحاريب لملك بني إسرائيل: القتلُ خير مما تفعل بنا، فافعل ما أمِرت. فأمر بهم الملك إلى سجن القتل، فأوحى الله إلى شعيا النبيّ: أن قل لملك بني إسرائيل يرسل سنحاريب ومَنْ معه لينذروا مَنْ وراءهم، وليكرِمْهم وليحملْهم حتى يبلغوا بلادهم. فبلغ النبيّ شعيا الملك ذلك، ففعل، فخرج سنحاريب ومَنْ معه حتى قدِموا بابل؛ فلما قدموا جمع الناس فأخبرهم كيف فعل الله بجنوده. فقال له كُهّانه وسحرته: يا ملك بابل! قد كنا نقصُّ عليك خبر ربّهم، وخبر نبيِّهم، ووحي الله إلى نبيِّهم، فلم تطعنا؛ وهي أمّة لا يستطيعها أحد من ربهم. فكان أمر سنحاريب مما خوّفوا به، ثم كفاهم الله إياه تذكرة وعبرة، ثم لبث سنحاريب بعد ذلك سبع سنين ثم مات (١). (١: ٥٣٢/ ٥٣٣ / ٥٣٤).

٧٦٥ - وقد زعم بعضُ أهلِ الكتاب: أن هذا الملك من بني إسرائيل الذي سار إليه سنحاريب كان أعرجَ، وكان عَرَجُه من عِرْق النَّسا، وأن سنحاريب إنما طمع في مملكته لَزمانته وضعفه، وأنه قد كان سار إليه قبل سنحاريب ملك من ملوك بابل؛ يقال له: ليفر، وكان بختنصّر ابنَ عمّه كاتبه، وأن الله أرسل عليه ريحًا أهلكت جيشه، وأفلتَ هو وكاتبه، وأن هذا البابليَّ قتله ابن له، وأن بختنصَّر غضب لصاحبه، فقتل ابنَه الذي قتل أباه، وأنّ سنحاريب سار بعد ذلك إليه، وكان مسكنه بِنينَوى مع ملك أذرَبيجان يومئذ؛ وكان يُدعى: سلمان الأعسر، وأن سنحاريب وسلمان اختلفا، فتحاربا حتى تفانَى جنداهما، وصار ما كان معهما غنيمة لبني إسرائيل.

وقال بعضهم: بل الذي غزا حزقيا صاحبَ شعيا سنحاريبُ ملك الموصل؛ وزعم: أنه لما أحاط ببيت المقدس بجنوده؛ بعث الله ملَكًا، فقتلَ من أصحابه في


(١) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>