للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوياقيم ملك بني إسرائيل في ذلك الوقت، من ولد سليمان بعد أن ملّك متَّنيا عمّ يوحينا، وسماه صدقيا.

فلما صار بختنصر ببابل خالفه صدقيا، فغزاه بختنصّر ثانية فظفر به، وأخرب المدينة والهيكل، وأوثق صدقيا، وحمله إلى بابل بعد أن ذبح ولده، وسَمل عينيه. فمكث بنو إسرائيل ببابل إلى أن رجعوا إلى بيت المقدس، فكان غلبة بختنصّر - المسمى بخترشه - على بيت المقدلص إلى أن مات - في قول هذا الذي حكينا قوله - أربعين سنة.

ثم قام من بعده ابن يقال له: أولمرودخ، فملكَ الناحية ثلاثًا وعشرين سنة، ثم هلك، وملك مكانه ابن يقال: له بلتشصر بن أولمرودخ سنة، فلما ملك بلتشصر؛ خلط في أمره، فعزله بهمن وملَّك مكانه على بابل، وما يتصل بها من الشأم وغيرها داريوش الماذويّ، المنسوب إلى ماذي بن يافث بن نوح عليه السلام حين صار إلى المشرق، فقتل بلتشصر، ومَلك بابل وناحية الشام ثلاث سنين، ثم عزله بهمن وولَّى مكانه كيرشَ الغيلميّ، من ولد غيلم بن سام بن نوح، الذي كان نزع إلى جامر مع ماذي عندما مضى جامر إلى المشرق؛ فلما صار الأمر إلى كيرش كتب بهمن أن يرفق ببني إسرائيل، ويُطلق لهم النزولَ حيث أحبُّوا، والرجوع إلى أرضهم، وأن يولِّيَ عليهم مَنْ يختارونه، فاختاروا دانيال النبيّ - عليه السلام -، فوليَ أمرَهم، وكان مُلْك كيرش على بابل وما يتصل بها ثلاث سنين، فصارت هذه السنون - من وقت غلبة بختنصّر إلى انقضاء أمره وأمرِ ولده ومُلْك كيرش الغيلميّ - معدودة من خراب بيت المقدس، منسوبة إلى بختنصر، ومبلغها سبعون سنة.

ثم ملك بابل وناحيتها من قِبَل بهمن رجل من قَرابته، يقال له: أخشوارش بن كيرش بن جاماسب - الملقَّب بالعالم - من الأربعة الوجوه الذين اختارهم بخترشه عند توجهه إلى الشأم من قِبَل بهمن؛ وذلك أن أخشوارش انصرف إلى بهمن من عند بختنصّر محمودًا، فولّاه ذلك الوقت بابل وناحيتها؛ وكان السبب في ولايته -فيما زعم-: أنّ رجلًا كان يتولى لبهمن ناحية السّند والهند يقال له: كراردشير بن دشكال خالفه، ومعه من الأتباع ستمئة ألف، فولّى بهمن أخشويرش الناحيَة، وأمره بالمسير إلى كراردشير، ففعل ذلك وحاربه، فقتله

<<  <  ج: ص:  >  >>