للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقتل أكثر أصحابه، فتابع له بهمن الزيادة في العمل، وجَمَع له طوائف من البلاد، فلزم السُّوس، وجمع الأشراف، وأطعم الناس اللحم، وسقاهم الخمر، وملك بابل إلى ناحية الهند والحبشة وما يلي البحر، وعقد لمئة وعشرين قائدًا في يوم واحد الألْويَة، وصيَّر تحت يد كل قائد ألف رجل من أبطال الجند الذين يَعْدل الواحد منهم في الحرب بمئة رجل، وأوطنَ بابل، وأكثر المقام بالسُّوس، وتزوج من سَبْي بني إسرائيل امرأة يقال لها: أشتر ابنة أبي جاويل، كان ربّاها ابن عمّ لها يقال له: مردخي، وكان أخاها من الرضاعة؛ لأن أمّ مردخي أرضعت أشتر، وكان السبب في تزوُّجه إياها قتله امرأة كانت له جليلة جميلة خطيرة، يقال لها: وشتا، فأمرها بالبروز ليراها الناس، ليعرفوا جلالتها وجمالها، فامتنعت من ذلك فقتلها، فلما قتلها جَزِع لقتلها جزعًا شديدًا، فأشير عليه باعتراض نساء العالم، ففعل ذلك، وحبّبت إليه أشتر صنعًا لبني إسرائيل؛ فتزعمُ النصارى: أنها ولدت له عند مسيره إلى بابل ابنًا فسماه كيرش، وأن مُلْك أخشويرش كان أربع عشرة سنة، وقد علَّمه مردخي التوراة، ودخل في دين بني إسرائيل، وفهم عن دانيال النبي - عليه السلام - ومن كان معه حينئذ، مثل حننيا وميشايل وعازريا؛ فسألوه بأن يأذن لهم في الخروج إلى بيت المقدس فأبى وقال: لو كان معي منكم ألف نبيّ ما فارقني منكم واحد ما دمت حيًّا. وولّى دانيال القضاء، وجعل إليه جميعَ أمره، وأمرَه أن يُخِرج كلَّ شيء في الخزائن مما كان بختنصر أخذه من بيت المقدس ويردّه، وتقدم في بناء بيت المقدس، فبُني وعمّر في أيام كيرش بن أخشويرش. وكان ملك كيرش، مما دخل في ملك بهمن وخماني اثنتين وعشرين سنة.

ومات بهمن لثلاث عشرة سنة مضت من ملك كيرش، وكان موت كيرش لأربع سنين مضين من ملك خُماني، فكان جميع ملك كيرش بن أخشويرش اثنتين وعشرين سنة.

فهذا ما ذكر أهل السير والأخبار في أمر بختنصّر وما كان من أمره وأمر بني إسرائيل (١). (١: ٥٤١/ ٥٤٢ / ٥٤٣/ ٥٤٤ / ٥٤٥).


(١) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>