للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: إن فلانًا لمَّا رأى أكثرَ أرض الله كُراعًا ورجلًا جلدًا، كسر ذلك في ذَرْعه، ولم يسألهم عن شيء، وإني لم أدع مجلسًا بالشام إلا جالست أهله، فقلت لهم كذا وكذا، فقالوا لي كذا وكذا - للذي ذكر سعيد بن جبير: أنه قال لهم - فقال متقدم الطليعة لبختنصَّر: فضحتني! لك مئة ألف وتنزع عما قلت. قال: لو أعطيتَني بيت مال بابل ما نزعتُ. وضرب الدهر من ضربه، فقال الملك: لو بعثنا جريدةَ خيل إلى الشام، فإن وجدوا مساغًا ساغوا، وإلا امتشّوا ما قدروا عليه. قالوا: ما ضرّك لو فعلت! قال: فمنْ ترون؟ قالوا: فلان، قال: بل الرجل الذي أخبرني بما أخبرني، فدعا بختنصّر، فأرسله وانتخب معه أربعة آلاف من فرسانهم، فانطلقوا فجاسوا خلال الديار، فسبوْا ما شاء الله ولم يخرّبوا ولم يقتلوا، ورُمي في جنازة صيحون، قالوا: استخلفوا رجلًا، قالوا: عَلَى رِسْلِكم حتى يأتي أصحابُكم، فإنهم فرسانُكم؛ أن ينغّصوا عليكم شيئًا! فأمهَلوا حتى جاء بختنصّر بالسَّبْي وما معه، فقسمه في الناس فقالوا: ما رأينا أحدًا أحقَّ بالملك من هذا! فملّكوه (١). (١: ٥٤٥/ ٥٤٦ / ٥٤٧).

وقال آخرون منهم: إنما كان خروج بختنصَّر إلى بني إسرائيل لحربهم حين قتلت بنو إسرائيل يحيى بن زكرياء.

ذكر بعض من قال ذلك منهم:

٧٧٢ - حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السُّديّ في الحديث الذي ذكرنا إسناده قبل: أن بختنصَّر بعثه صيحائين لحرب بني إسرائيل حين قتَل ملكُهم يحيى بن زكرياء - عليه السلام -، وبلغ صيحائين قتله (٢). (١: ٥٤٧).

٧٧٣ - حدثنا ابن حُمَيد، قال: حدثنا سلمة عن ابن إسحاق، قال -فيما بلغني-: استخلف الله عزَّ وجلّ علي بني إسرائيل بعد شعيا رجلًا منهم يقال له: ياشية بن أموص، فبعث الله لهم الخضر نبيًّا، واسم الخضر -فيما كان وهب بن


(١) ضعيف.
(٢) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>