للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منبّه يزعم عن بني إسرائيل - إرميا بن حلقيا، وكان من سِبْط هارون (١). (١: ٥٤٧).

٧٧٤ - وأما وهب بن منبّه فإنه قال فيه ما حدثني محمد بن سهل بن عسكر البخاريّ، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، قال: حدثني عبد الصمد بن معقل، قال: سمعت وهب بن منبه يقول (٢) (١: ٥٤٧).

٧٧٥ - وحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عمن لا يتهم عن وهب بن منبِّه اليمانيّ أنه كان يقول: قال الله عزّ وجلّ لإرميا حين بعثه نبيًّا إلى بني إسرائيل: "يا إرميا، مِن قبل أن أخلقك اخترتُك، ومن قبل أن أصوِّرك في بطن أمك قدّستُك، ومِن قبْل أن أخرِجك من بطن أمك طهّرتك، ومن قبل أن تبلغ السَّعْي نبَّيتك، ومن قبل أن تبلغ الأشدّ اختبرتك، ولأمر عظيم اجتبيتك". فبعث الله عزَّ وجلَّ إرميا إلى ذلك الملك من بني إسرائيل يسدّده ويرشده، ويأتيه بالخبر من قِبَل الله فيما بينه وبين الله عزّ وجلّ.

قال: ثم عظُمت الأحداث في بني إسرائيل، وركبوا المعاصِي، واستحلُّوا المحارم، ونسُوا ما كان الله صنع بهم، وما نجَّاهم من عدوّهم سنحاريب وجنوده، فأوحى الله عزّ وجلّ إلى إرميا: أن ائت قومَك من بني إسرائيل، فاقصُصْ عليهم ما آمرك به، وذكّرهم نِعَمِي عليهم، وعرِّفهم إحداثهم. فقال إرميا: إني ضعيف إن لم تقوّني، عاجز إن لم تبلِّغْني، مُخْطئ إن لم تسدِّدني، مخذولٌ إن لم تنصرني، ذليلٌ إن لم تعزّني. قال الله عزّ وجلّ: أليم تعلم أن الأمور كلَّها تصدُر عن مشيئتي، وأن القلوبَ كلَّها والألسن بيدي، أقلِّبها كيف شئت فتطيعني! وأني أنا الله الذي لا شيء مثلي، قامت السموات والأرض وما فيهنّ بكلمتي، وأنا كلَّمت البحار ففهمتْ قولي، وأمرتُها فعَقلتْ أمري، وحدّدْتُ عليها بالبطحاء فلا تَعدَّى حَدّي، تأتي بأمواج كالجبال؛ حتى إذا بلغت حدِّي ألبَستها مذلَّة طاعتي خوفًا واعترافًا لأمري، إني معك ولن يصل إليك شيءٌ معي؛ وإني بعثتُك إلى خلق عظيم من خَلْقي لتبلِّغهم رسالاتي، وتستحِقّ بذلك مثل أجر مَن اتَّبعك منهم، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، وإن تقصّر به عنها تستحقُّ


(١) ضعيف.
(٢) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>