للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فغزا أهلَ نجران، فأكثر فيهم القتل، فخرج رجل من أهل نَجْران، حتى قدِم على ملك الحبشة، فأعلمه ما ركبوا به، وأتاه بالإنجيل قد أحرقت النارُ بعضه، فقال له: الرّجال عندي كثير، وليست عندي سفن، وأنا كاتب إلى قيصر في البَعْثة إليّ بسفن أحمل فيها الرجال. فكتب إلى قيصر في ذلك، وبعث إليه بالإنجيل المحرّق، فبعث إليه قيصر بسفن كثيرة (١). (٢: ١٢٣/ ١٢٤).

٨٢٥ / ب- رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق: حدَّثنا ابن حميد، قال: حدَّثنا سلَمة، قال: حدّثني محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: أنه حدّث أنّ رجلًا من أهل نَجْران في زمن عمر بن الخطاب حفر خِربة من خِرب نَجْران لبعض حاجاته، فوجد عبد الله بن الثامر تحت دَفن منها قاعدًا واضعًا يده على ضَرْبة في رأسه ممسكًا عليها بيده؛ فإذا أخرت يده عنهما انثعبت دمًا، وإذا أرسلت يده ردّها عليها، فأمسك دمها، وفي يده خاتم مكتوب فيه: "ربّي الله". فكتب فيه إلى عمر يخبره بأمره، فكتب إليهم عمر: أنْ أقرُّوه على حاله، وردُّوا عليه الدّفْن الذي كان عليه. ففعلوا (٢). (٢: ١٢٤).

٨٢٦ - وخرج دَوْس ذو ثَعْلبان، حين أعجز القومَ على وجهه ذلك؛ حتى قدم على قيصر صاحب الروم، فاستنصره على ذي نُواس وجنوده، وأخبره بما بلغ منهم، فقال له قيصر: بعُدتْ بلادك من بلادنا، ونأت عنا، فلا نقدر على أن نتناولها بالجنود؛ ولكنِّي سأكتب لك إلى ملك الحبشة؛ فإنه على هذا الدّين، وهو أقرب إلى بلادك منّا فينصرك ويمنعك ويطلب لك بثأرك ممّن ظلمك، واستحلّ منك ومن أهل دينك ما استحلّ. فكتب معه قيصر إلى مَلِك الحبشة يذكر له حقّه وما بلغ منه ومن أهل دينه، ويأمره بنصره، وطلب ثأرِه ممّن بغى عليه وعلى أهل دينه. فلما قدم دَوْس ذو ثَعْلبان بكتاب قيصر على النّجاشيّ صاحب الحبشة، بعث معه سبعين ألفًا من الحبشة وأمّر عليهم رجلًا منهم من أهل الحبشة، يقال له: أرياط؛ وعهد إليه: إن أنت ظهرت عليهم فاقتل ثلث رجالهم، وأخْرِب ثلث بلادهم، واسْبِ ثُلث نسائهم وأبنائهم. فخرج أرياط ومعه جنوده، وفي جنوده أبرَهة الأشرم، فركب البحر ومعه دَوْس ذو ثعْلبان،


(١) ضعيف.
(٢) مرسل ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>