للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنْ كنْتَ تاركَهم وَقِبْـ ... ـلتنا فأمْرٌ ما بَدَا لكْ

قال: فأقبلت الطّير من البحر أبابيل، مع كلّ طير [منها] ثلاثة أحجار: حجَران في رجليه، وحجر في مِنقاره، فقذفت الحجارة عليهم، لا تصيب شيئًا إلا هشّمته، وإلّا نفَط ذلك الموضع، فكان ذلك أول ما كان الجُدريّ، والحصبة، والأشجار المرّة، فأهمدتهم الحجارة، وبعث الله سيلًا أتِيًّا، فذهب بهم فألقاهم في البحر.

قال: وولّى أبرهة ومَنْ بَقِيَ معه هُرّابًا، فجعل أبرهة يسقط عضوًا عضوًا. وأما "محمود" فيل النجاشيّ فربَض ولم يشجع على الحرَم فنجا، وأما الفيل الآخر فشجع فحُصب. ويقال: كانت ثلاثة عشر فيلًا، ونزل عبد المطّلب من حراء، فأقبل رجلان من الحبشة فقبّلا رأسه وقالا: أنت كنت أعلم.

حدَّثنا ابن حميد، قال: حدَّثنا سلَمة عن ابن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس، أنه حدّث أنّ أول ما رُئيَتِ الحصبة والجدريّ بأرض العرب ذلك العام، وأنه أوّل ما رئي بها مُرار الشجر: الحَرْمل والحنظل والعُشر، ذلك العام (١). (٢: ١٣٧/ ١٣٨ / ١٣٩).

٨٣١ - قال ابن إسحاق: ولما هلك أبرهة ملك اليمن ابنُه في الحبشة يكسوم بن أبرهة -وبه كان يكنى- فذلّت حِمير وقبائل اليمن ووطئتهم الحبشة؛ فنكحوا نساءهم، وقتلوا رجالهم، واتّخذوا أبناءهم تراجمة بينهم وبين العرب.

قال: ولما ردّ الله الحبشة عن مكّة، فأصابهم ما أصابهم من النقمة، عَظّمت العرب قريشًا، وقالوا: أهل الله، قاتل الله عنهم، فكفَاهم مؤونة عدوّهم.

قال: ولما هلك يكسوم بن أبرهة ملكَ اليمن في الحبشة أخوه مسروق بن أبرهة، فلما طال البلاء على أهل اليمن -وكان ملك الحبشة باليمن فيما بين أن دخلها أرياط إلى أن قتلت الفرس مسروقًا، وأخرجوا الحبشة من اليمن ثنتين وسبعين سنة، توارث ذلك منهم أربعة ملوك: أرياط، ثم أبرهة، ثم يكسوم بن أبرهة، ثم مسروق بن أبرهة- خرج سيف بن ذي يَزن الحميريّ، وكان يكنى بأبي مُرّة، حتى قدم على قيصر ملك الروم، فشكا ما همْ فيه، وطلب إليه أن


(١) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>