للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تِلكَ المَكارِمُ لَا قَعْبانِ من لَبَنٍ ... شِيبَا بماءً فعَادَا بعدُ أَبْوالا (١)

(٢: ١٤٢ - ١٤٨).

٨٣٣ - رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق، قال: فلما انصرف وهرِز إلى كسرى، وملّك سيفًا على اليمن، عدا على الحبشة فجعل يقتّلها ويبقر النساء عمّا في بطونها، حتى إذا أفناها إلَّا بقايا ذليلة قليلة، فاتّخذهم خَوَلًا، واتخذ منهم جمّازين يسعوْن بين يديه بحرابهم، فمكث بذلك حينًا غير كثير. ثم إنه خرج يومًا والحبشة تسعى بين يديه بحرابهم؛ حتى إذا كان في وسط منهم وجؤوه بالحراب حتى قتلوه، ووثب بهم رجل من الحبشة، فقتل باليمن وأوعث، فأفسد، فلما بلغ ذلك كسرى بعث إليهم وهْرِز في أربعة آلاف من الفُرْس، وأمره ألا يترك باليمن أسْوَد ولا ولدَ عربيَّة من أسْوَد إلَّا قتله، صغيرًا أو كبيرًا، ولا يدع رجلًا جَعْدًا قَططًا قد شرك فيه السودان إلَّا قتله.

فأقبل وهْرِز، حتى دخل اليمن، ففعل ذلك؟ ولم يترك بها حبشيًّا إلَّا قتله، ثم كتب إلى كسرى بذلك، فأمّره كسرى عليها. فكان عليها، وكان يَجْبِيها إلى كسرى حتى هلَك، وأمّر كسرى بعده ابنه المرزبان بن وهرِز، فكان عليها حتى هلك، فأمّر كسرى بعده البينجان بن المرزبان بن وهرز حتى هلك، ثم أمّر كسرى بعده خُرَّ خسْرَه بن البينجان بن المرزبان بن وهْرز، فكان عليها.

ثم إنَّ كسرى غضِب عليه، فحلف ليأتينّه به أهلُ اليمن يحملونه على أعناقهم ففعلوا، فلما قدِم على كسرى تلقّاه رجل من عظماء فارس، فألقى عليه سيفًا لأبي كسرى، فأجاره كسرى بذلك من القَتْل ونزعه، وبعث باذان إلى اليمن، فلم يزل عليها حتى بعث الله رسوله محمدًا - صلى الله عليه وسلم -.

وكان -فيما ذُكِر- بين كسرى أنوشِرْزوان وبين يخطيانوس ملك الروم موادعة وهدنة، فوقع بين رجل من العرب كان ملّكه يخطيانوس على عرب الشأم - يقال له: خالد بن جبَلة - وبين رجل من لَخْم، كان ملّكه كسرى على ما بين عُمان والبَحْرين واليَمامة إلى الطائف وسائر الحجاز ومَنْ فيها من العرب؛ يقال له: المنذر بن النّعمان - نائرة، فأغار خالد بن جَبَلة على حيّز المنذر، فقتل من


(١) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>