للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بجوبين، وإنَّ جوبين ظهر على ذلك فقتله، وأفلت بِنْدويه فلحق بآذربيجان، وسَار أبَرْويز حتى أتى أنطاكيَة، وكاتب مَوْريق ملك الزوم منها، وأرْسل إليه بجماعة ممَّن كان معه وسأله نُصْرَته، فأجابَه إلى ذلك، وقادته الأمور إلى أن زَوّجه مريم ابنتَه وحملها إليها، وبعث إليه بنياذوس أخيه ومعه ستون ألف مقاتل، عليهم رجل يقال له: سرْجِس، يتولّى تدبير أمرهم، ورجلٌ آخر كانت قوّته تعدل بقوّة ألف رجل، واشترط عليه حياطته، وألّا يسْأله الإتاوة التي كان آباؤه يسألونها ملوكَ الروم، فلمَّا ورد القوم على أبَرْويز اغتبط، وأراحهم بعد موافاتهم خمسة أيام، ثمَّ عرضهم وعرَّف عليهم العرفاء، وفي القوْم ثياذوس، وسَرْجِس، والكَمِيّ الذي يعدل بألف رجل؛ وسار بهم حتى صار إلى آذربيجان، ونزل صحراء تدعى الدنق. فوافاه هناك بِنْدُوَيه ورجل مَنْ أصْبهْبَذِي الناحية يقال له: مُوسِيل في أربعين ألف مقاتل، وانقضّ الناس من فارس وأصْبَهان وخُراسان إلى أبَرْويز، وانتهى إلى بهرام مكانه بصحراء الدَّنق، فشخص نحوه من المدائن، فجرت بينهما حرْب شديدة قُتِل فيها الكميُّ الرّوميّ، ويقال: إن أبَرْويز حارب بهرام منفردًا من العسكر بأربعة عشر رجلًا - منهم كُرْدِي أخو بهرام، وبِنْدُويه، وبِسطام، وسَابُور بن أفريان بن فرُّخزاد، وَفرْخْهُرْمُز - حربًا شديدًا وصل فيها بعضُهم إلى بعض. والمجوس تزعم: أن أبَرْويز صار إلى مضيق واتبعه بهرام، فلمَّا ظن: أنه قد تمكّنَ منه؛ رفعه إلى الجبل شيء لا يوقف عليه.

وذُكِر: أن المنجّمين أجمعت: أن أبَرْويز يملك ثمانيًا وأربعين سنة. وقد كان أبرَويز بَارَزَ بهْرام فاختطف رُمْحه من يده وضرب به رأسه حتى تقصَّف، فاضطرب على بهرام أمرُه ووجِل، وعلم: أنَّه لا حيلة له في أبَرْويز فانحاز نحوَ خراسان، ثم صار إلى التّرك، وصار أبَرْويز إلى المدائن بعد أن فرَّق في جنود الرُّوم عشرين ألف ألف وصرفهم إلى موريق. ويقال: إنَّ أبَرْويز كتب للنَّصارى كتابًا أطلق لهم فيه عمارة بِيَعِهِم وأنْ يدخل في ملّتِهم منِ أحبَّ الدخولَ فيها من غير المجوس، واحتجَّ في ذلك: أنّ أنُوشِرْوان كان هادَن قيصَر في الإتاوة التي أخذها منه على اسْتِصْلاح من في بلده من أهْل بلده، واتّخاذ بيوت النيران هنالك، وإنَّ قيصر اشترط مثل ذلك في النصارى؛ ولبث بهرام في الترك مكرَّمًا عند الملك، حتى احتال له أبَرْويز بتوْجيه رجل يقال له: هُرْمز، وجَّهه إلى التَرْك بجوْهر نفيس وغيره حتى احتال لخاتون امرأة الملك ولاطَفَها بذلك إدجوهر وغيره، حتَّى

<<  <  ج: ص:  >  >>