للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال عليّ: هاؤم! ثلاث مرات؛ حتى اشرأبَّ الناس، ونشروا آذانهم. ثم قال: جَمَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو دعا رسول الله -بني عبد المطلب منهم رهطه، كلّهم يأكل الجَذَعة ويشرب الفِرْقَ، قال: فصنع لهم مُدًّا من طعام، فأكلُوا حتى شبعوا وبقي الطَّعَام كما هو؛ كأنه لم يمسّ. قال: ثم دعا بغُمَر فشرِبوا حتى رَوُوا وبقيَ الشراب كأنه لم يمسَّ ولم يشربوا. قال: ثم قال: يا بني عبد المطلب، إني بُعثتُ إليكم بخاصّة وإلى الناس بعامة، وقد رأيتم من هذا الأمر ما قد رأيتم، فأيّكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووارثي؟ فلم يقم إليه أحدٌ، فقمت إليه -وكنت أصْغَرَ القوم- قال: فقال: اجلس، قال: ثم قال ثلاث مرات، كلّ ذلك أقوم إليه، فيقول لي: اجلس، حتى كان في الثالثة، فضرب بِيده على يدي، قال: فبذلك ورثتُ ابنَ عمّي دون عمّي (١). (٢: ٣٢١/ ٣٢٢).

٣٦ - حدَّثنا الحارث، قال: حدَّثنا ابن سعد، قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدَّثنا جارية بن أبي عمران عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، قال: أمرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن يصدَع بما جاءه من عند الله، وأن يبادِيَ الناس بأمره، وأن يدعوَهم إلى الله، فكان يدعو مِنْ أوَّل ما نزلت عليه النبوّة ثلاث سنين، مستخفيًا، إلى أن أمر بالظهور للدعاء (٢). (٢: ٣٢٢).


(١) إسناده ضعيف، فربيعة بن ناجد الأزدي لم يوثقه سوى ابن حبان والعجلي وهما متساهلان في التوثيق، وقال الذهبي في المغني (١/ ٢٣٠ / ٢١٠٩): فيه جهالة. وقال الذهبي في الميزان: لا يكاد يعرف. ولم يرو عنه غير أبي صادق. وقول الذهبي في الرجل أقرب إلى الصواب من قول الحافظ في التقريب ثقة كما ترى والله أعلم.
والحديث أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (٢/ ١٧٩) وفي إسناده من لم يُسَمَّ وابن سعد (١/ ١٨٧) وفي إسناده يزيد بن عياض. قال الحافظ في التقريب: كذَّبه مالك وغيره (٢/ ٣٦٩ / ٣٠٥).
وأخرجه أحمد مختصرًا (١/ ١١١) من طريق شريك عن سيئ الحفظ الأعمش عن المنهال عن عباد بن عبد الله الأسدي وفيه شريك، وأما عباد بن عبد الله الأسدي فهو ضعيف من الثالثة (١/ ٣٩٢ / ت ٩٩).
ولقد حكم الإمام الذهبي على متنه بالنكارة كما في ترجمته لربيعة بن ناجد الأزدي إذ يقول: لا يكاد يعرف وعنه أبو صادق بخبر منكر فيه: علي أخي ووارثي (الميزان ٢/ ٤٥ / ت ٢٧٥٨).
(٢) إسناده ضعيف جدًّا لوجود جارية بن أبي عمران قال عنه في اللسان (٢/ ١٦٢ / ت ١٩٠٧): مجهول. اهـ. =

<<  <  ج: ص:  >  >>