للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦٧ - قال أبو جعفر: زاد بعضُهم في هذه القصّة في هذا الموضع: وقال له: إنْ أتاك ابن أبي قُحافة، فأخبره أني توجّهت إلى ثوْر، فَمُرْهُ فليلْحَق بي، وأرسل إليّ بطعام، واستأجرْ لي دليلًا يدلَّني على طريق المدينة؛ واشتر لي راحلةً. ثم مضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وأعمى الله أبصارَ الذين كانوا يرصُدونه عنه، وخرج عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (١). (٢: ٣٧٢).

٦٨ - فحدَّثنا ابن حميد، قال: حدَّثنا سلمَة، قال: حدَّثني محمّد بن إسحاق، قال: حدَّثني يزيد بن زياد، عن محمّد بن كعب القُرَظيّ، قال: اجتمعوا له، وفيهم أبو جهل بن هِشام، فقال وهم على بابه: إنَّ محمّدًا يزعُم أنّكم إن تابعتمُوه على أمره كنتم ملوكَ العرب والعجم، ثم بُعثتم بعد موتكم فجعلت لكم جنان كجنان الأردنّ، وإن لم تفعلوا كان لكم منه ذبح، ثم بُعثْتم بعد موتكم؛ فجعلت لكم نار تحرَّقون فيها.

قال: وخرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخذ حَفنة من تراب، ثم قال: نعم، أنا أقول ذلك، أنت أحدُهم. وأخذ الله على أبصارهم عنه فلا يروْنه، فجعل ينثر ذلك التراب على رؤوسهم؛ وهو يتلو هذه الآيات من يس: {يس (١) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (٢) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (٣) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} إلى قوله: {وَجَعَلْنَا مِنْ بَينِ أَيدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَينَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} , حتى فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هؤلاء الآيات، فلم يبقَ منهم رجل إلَّا وقد وضع على رأسه ترابًا؛ ثم انصرف إلى حيث أراد أن يذهب.


= معلقًا. وأخرج ابن سعد قصة إسلام أبي أحمد بن جحش مع أخويه عبد الله وعبيد الله في مكة ثم هجرتهما (أي أحمد وأخيه عبد الله، إلى المدينة) بروايتين كلاهما من طريق الواقدي وهو متروك (الطبقات ٤/ ١٠٢).
وكذلك ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ٦٤) وقال: رواه الطبراني وفيه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف.
أما بقاء أبي بكر وعلي رضي الله عنهما مع من تخلفوا عن السابقين في الهجرة فهو ثابت في السيرة وسنتحدث عنه لاحقًا إن شاء الله.
(١) ذكر الطبري هذا الكلام بدون إسناد ولم يعين قائله.

<<  <  ج: ص:  >  >>