للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غناء العرب والنّاس يتّبعونه؛ يسمعون صَوْتَهُ وما يرونه، حتى خرج من أعلى مكة، وهو يقول:

جَزَى اللهُ رَبُّ الناسِ خَيرَ جَزَائِهِ ... رَفِيقَينِ حَلَّا خَيمَتَي أُمِّ مَعْبَدِ

هُمَا نَزَلاها بالهُدَى وَاغْتَدَوْا بِهِ ... فأفلَحَ مَنْ أَمْسَى رَفِيقَ مُحَمَّدِ

ليَهْنِ بَنِي كَعْبٍ مَكَانُ فَتَاتِهِم ... ومَقْعَدُها لِلْمؤْمِنِينَ بِمَرْصَدِ

قالت: فلما سمعنا قوله عرفنا حيث وجِّه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنَّ وجهه إلى المدينة، وكانوا أربعة: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبو بكر، وعامر بن فهيرة، وعبد الله بن أُريقط دليلهما (١). (٢: ٣٧٩/ ٣٨٠).

٧٢ - قال أبو جعفر: حدّثني أحمد بن المقدام العجليّ، قال: حدَّثنا هشام ن محمّد بن السَّائب الكلبيّ، قال: حدَّثنا عبد الحميد بن أبي عبْس بن محمّد بن أبي عبس بن جبر عن أبيه، قال: سمعتْ قريش قائلًا يقول في الليل على أبي قُبَيس:

فإن يُسْلِمِ السَّعْدَانِ يُصْبِحْ مُحَمَّدٌ ... بمَكَّةَ لا يَخْشَى خِلافَ المُخَالِفِ

فلمّا أصبحوا قال أبو سفيان: مَنِ السَّعْدان؟ سَعْدُ بكر، سَعْدُ تميم، سعد هُذَيم! فلمَّا كان في الليلة الثانية، سمعوه يقول:

أيَا سَعْدُ سَعْدَ الأَوْسِ كُنْ أنْتَ نَاصِرًا ... ويا سَعْدُ سَعْدَ الخَزْرَجَينِ الغَطَارِفِ

أجيبا إلى دَاعِي الْهُدَى وتمنَّيَا ... عَلى اللهِ في الفِرْدَوْسِ مُنْيَةَ عَارِفِ

فَإنَّ ثَوَابَ اللهِ للطَّالِبِ الْهُدَى ... جِنَانٌ مِنَ الفِرْدَوْسِ ذات رَفَارِفِ

فلما أصبحوا، قال أبو سفيان: هو والله سعد بن مُعاذ وسعد بن عبادة (٢). (٢: ٣٨٠/ ٣٨١).

٧٣ - فنزل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يذكرون - على كُلْثوم بن هِدْم، أخي بني


(١) إسناده ضعيف وقد أخرجه ابن هشام في السيرة النبوية (٣/ ١٤٥) من طريق ابن إسحاق قال: فحدّثت عن أسماء بنت أبي بكر: أنها قالت: . الحديث فالإسناد منقطع. فالأثر ضعيف والله أعلم.
(٢) إسناده ضعيف جدًّا فهو من طريق الكلبي الذي قال فيه الدارقطني: متروك، وقال أحمد بن حنبل: ما ظننت أن أحدًا يحدث عنه (اللسان ٧/ ٢٧٠ / ت ٩٠١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>