للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكلّ واحد من هؤلاء الذين ذكرت تأريخهم في هذه الأبيات أرّخَ على قرْب زمان بعضهم من بعض، وقرْب وقت ما أرَّخ به من وقت الآخر بغير المعنى الذي أرَّخ بِهِ الآخر؛ ولو كان لهم تأريخ معروف كما للمسلمين اليوم ولسائر الأمم غيرها، كانوا إن شاء الله لا يتعدَّوْنه؛ ولكنّ الأمر في ذلك كان عندهم إنْ شاء الله على ما ذكرت؛ فأمّا قريش من بين العرب؛ فإنَّ آخر ما حصلْتُ من تأريخها قبل هجرة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - من مكّة إلى المدينة على التأريخ بعام الفيل؛ وذلك عام وُلد رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان بين عام الفيل والفِجار عشرون سنة، وبين الفجارِ وبناء الكعبة خمس عشرة سنة، وبين بناء الكعبة ومبعث النبيّ - صلى الله عليه وسلم - خمس سنين.

قال أبو جعفر: وبُعث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن أربعين سنة، وقُرن بنبوّته -كما قال الشعبيّ - ثلاث سنين: إسرافيلُ؛ وذلك قبل أن يؤمر بالدعوة وإظهارها على ما قدَّمنا الرواية والإخبار به، ثم قُرن بنبوّته جبريلُ - عليه السلام - بعد السنين الثلاث، وأمرَه بإظهار الدعوة إلى الله، فأظهرَها، ودعا إلى الله مقيمًا بمكة عشر سنين، ثم هاجر إلى المدينة في شهر ربيع الأوّل من سنة أربع عشرة من حين استنبيء، وكان خروجه من مكّة إليها يوم الإثنين، وقدومه المدينة يوم الإثنين؛ لمضيّ اثنتي عشرة ليلة من شهر ربيع الأول.

٩٢ - حدَّثني إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: حدَّثنا موسى بن داود عن ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، عن حنش الصنعانيّ، عن ابن عبّاس، قال: ولِد النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يومَ الإثنين، واستُنبيء يوم الإثنين، ورفع الحجَر يوم الإثنين، وخرج مهاجرًا من مكّة إلى المدينة يوم الإثنين، وقدم المدينة يوم الإثنين، وقبِض يوم الإثنين (١). (٢: ٣٩١/ ٣٩٢ / ٣٩٣).

٩٣ - وكان أوّلَ من تُوفّيَ بعد مقدمه المدينة من المسلمين - فيما ذكر - صاحب مَنْزِله كُلْثوم بن الهِدْم، لم يلبَث بعد مقدَمه إلا يسيرًا حتى مات.

ثم توفِّيَ بعده أسعدُ بن زُرارة في سنَة مقدَمه؛ أبو أمامة. وكانت وفاته قبل أن


(١) إسناده ضعيف.
والحديث أخرجه أحمد (١/ ٢٧٧)، ونبه الهيثمي كذلك إلى رواية الطبراني وقال: فيه ابن لهيعة وهو ضعيف وبقية رجاله من أهل الصحيح (مجمع الزوائد ١/ ١٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>