للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأنوف؛ حتى اتّخذَتْ هند من آذان الرجال وآنُفِهم خَدَمًا وقلائد، وأعطت خَدَمها وقلائدها وَقِرَطَتها وَحْشيًا، غلام جُبير بن مُطْعِم، وبقرتْ عن كبد حمزة فلاكتْها فلم تستطع أن تُسِيغها فَلفظَتها. ثم عَلتْ على صخرة مشرِفة، فصرخت بأعلى صوتها بما قالت من الشعر حين ظفرُوا بما أصابوا من أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - (١). (٢: ٥٢٤/ ٥٢٥).

١٨٣ - حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلَمة، قال: حدَّثني محمد بن إسحاق، قال: حدثني صالح بن كيسان، أنَّه حدَّث أن عمر بن الخطاب قال لحسان: يا بن الفُرَيعَة لو سمعت ما تقول هند ورأيتَ أشرَها قائمة على صخرة ترتجز بنا، وتذكر ما صنعت بحمزة! فقال له حسَّان: والله إنَي لأنظر إلى الحربة تهوي وأنا على رأس فارع -يعني: أطُمَه- فقلت: والله إنَّ هذه لسلاحٌ ما هي بسلاح العرب؛ وكأنَّها إنَّما تهوي إلى حمزة؛ ولا أدري. أسمعني بعض قولها أكفيكموها؛ قال: فأنشده عُمَرُ بعض ما قالت، فقال حسَّان يهجو هندًا:

أشِرَتْ لَكَاعِ وكان عَادَتُها ... لؤْمًا إذا أشِرَتْ مَعِ الْكُفْرِ

لَعَنَ الإلهُ وزوْجَها مَعَهَا ... هنْدَ الهُنُود عَظيمَة البَظْرِ

أَخْرَجْتِ مُرْقِصَةً إلى أُحُدٍ ... في القَوْم مُقْتِبَةً عَلى بَكْرِ

بَكْرٍ ثَفَالٍ لا حَرَاكَ بِهِ ... لا عَنْ مُعَاتَبَةٍ ولا زَجْرِ

وعصَاك اسْتُكِ تَتَّقِينَ بها ... دُقِّي العُجَايَةَ هنْدُ بالفِهْرِ

قَرِحَتْ عَجِيزتُهَا وَمَشْرَجُهَا ... من دَأْبِها نَصًّا على القُتْرِ

ظَلَّتْ تُدَاويها زَمِيلَتُها ... بالماء تَنْضَحُهُ وبِالسِّدْرِ

أَخْرَجْتِ ثائِرَةً مبَادِرَةً ... بأَبيكِ وابْنِكِ يومَ ذىٍ بدْرِ

وبعَمِّكِ المَسْتُوهِ في رَدَعٍ ... وأخيكِ منعَفرَينِ في الجَفْرِ

ونسِيتِ فاحشةً أتَيتِ بها ... يا هِنْدُ، وَيحَكِ سُبَّةَ الدَّهْرِ!

فرَجَعْتِ صاغِرَةً بلا ترَةٍ ... منَّا ظَفِرْتِ بها ولا نَصْرِ

زَعَمَ الوَلائِدُ أنَّها وَلَدَتْ ... ولَدًا صَغِيرًا كان من عُهْرِ (٢)

(٢: ٥٢٥/ ٥٢٦).


(١) إسناده ضعيف وأخرجه ابن هشام من طريق ابن إسحاق عن صالح بن كيسان منقطعًا.
(٢) إسناده ضعيف إلى ابن إسحاق وقد رواه ابن إسحاق منقطعًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>