للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتجهَّز الناس، فقال حسان بن ثابت الأنصاري يُحرِّضُ الناس، ويذكر مصابَ رجال خُزاعة:

أَتانِي ولم أَشْهَدْ ببطْحَاءِ مكَّة ... رجال بني كعب تُحَزُّ رقابُها

بأيدي رجالٍ لم يَسُلُوا سيوفهم ... وقتلَى كثيرٌ لم تُجَنَّ ثيابُها

ألا ليت شعرِي هل تَنالنَّ نُصْرَتِي ... سُهَيلَ بنَ عمرو حرُّها وَعِقَابُها!

وصفْوان عَوْدٌ حُزَّ من شُفُرِ اسْتِهِ ... فهذَا أَوَانُ الْحَربِ شُدّ عصَابُها

فلا تأمننَّا بابن أُمِّ مُجَالدٍ ... إذا احتُلبتْ صِرْفًا وأعصَلَ نابُها

فلا تجْزَعُوا منْها فإنَّ سيوفنا ... لَهَا وقعةٌ بالموْت يُفْتَحُ بابُها

وقول حسان:

بأيدِي رِجَالٍ لَمْ يَسُلُّوا سُيوفَهمْ

يعني: قريشًا. وابن أمّ مجالد، يعني: عِكْرمة بن أبي جَهْل (١). (٣: ٤٧/ ٤٨).

٣٠٤ - وقال الواقديّ: خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى مكّة، فقائلٍ يقول: يريد قريشًا، وقائل يقول: يريد هَوازن، وقائل يقول: يريد ثقِيفًا؛ وبعث إلى القبائل فتخلّفت عنه؛ ولم يعقد الألوية ولم ينشر الرّايات حتى قدم قُدَيدًا، فلقيتْه بنو سُليم على الخيل والسلاح التامّ؛ وقد كان عُيينة لحقَ رسول الله بالعَرْج في نفر من أصحابه، ولحقه الأقرع بن حابس بالسُّقْيَا، فقال عيينة: يا رسولَ الله؛ والله ما أرى آلة الحرب ولا تهيئة الإحرام، فأين تتوجّه يا رسول الله؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: حيث شاء الله. ثم دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تعمى عليهم الأخبار؛ فنزل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ الظَّهْران، ولقيه العباس بالسُّقيا، ولقيه مخرمة بن نوفل بنِيق العُقاب (٢). (٣: ٥١/ ٥٢).

٣٠٥ - وحُدِّثت أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال لخالد والزبير حين بعثهما: لا تقاتِلا إلَّا مَنْ قاتلكما؛ فلمّا قدم خالد علي بني بكْر والأحابيشُ بأسفل مكة. قاتلهم فهزمهم الله عزّ وجلّ، ولم يكن بمكّة قتال غير ذلك؛ غير أن كُرْز بن جابر أحد بني محارب بن فهْر وابن الأشعر -رجلًا من بني كعب- كانا في خيل الزبير فسلكَا


(١) ضعيف.
(٢) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>