للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَدَاء، ولم يسلُكا طريق الزُّبَيْر الذي سلك، الذي أمِر به، فقدما على كتيبة من قريش مهبط كَداء فقُتِلا؛ ولم يكن بأعلى مكة من قِبَلِ الزبير قتال؛ ومن ثمَّ قدم النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وقام الناس إليه يبايعونه؛ فأسلم أهلُ مكّة، وأقام النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عندهم نصف شهر، لم يزد على ذلك، حتى جاءت هَوازن وثَقيف فنزلوا بحُنَين (١). (٥٦: ٣).

٣٠٦ - وحدَّثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلَمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي نَجيح، أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - حين فرَّق جيشه مِنْ ذي طَوىً، أمر الزبير أن يدخل في بعض الناس من كُديَّ؛ وكان الزبير على المُجنِّبة اليسرى، فأمر سعد بن عبادة أن يدخُل في بعض الناس من كَدَاء (٢). (٣: ٥٦).

٣٠٧ - فزعم بعضُ أهل العلم أن سعدًا قال حين وجه داخلًا: "اليوم يوم المَلحَمَة، اليوم تُسْتَحَلُّ الحُرْمة". فسمعها رجل من المهاجرين، فقال: يا رسول الله! اسمع ما قال سعد بن عبادة، وما نأمن أن تكون له في قريش صوْلةٌ! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعليّ بن أبي طالب: أدركْه فخُذ الراية، فكن أنتَ الذي تدخُل بها (٣). (٣: ١٦).

٣٠٨ - حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلَمة، عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نَجيح وعبد الله بن أبي بكر، أن صفوان بن أمَيَّة، وعِكْرمة بن أبي جَهْل، وسُهيل بن عمرو، وكانوا قد جمعوا أناسًا بالخندمة ليقاتلوا؛ وقد كان حِمَاسُ بن قيس بن خالد أخو بني بكر يُعِدُّ سلاحًا قبل أن يدخل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مكة ويُصلح منها، فقالت له امرأته: لمَاذا تعدّ ما أرى؟ قال: لمحمد وأصحابه، فقالت: والله ما أراه يقوم لمحمد وأصحابه شيء، قال: والله إني لأرجو أن أُخْدِمَك بعضَهم، فقال:

إن تُقبلوا اليومَ فما لي عِلَّهْ ... هذَا سلاحٌ كامل وأَلّهْ

وذُو غِرَارَينِ سرِيعُ السَّلَّهْ


(١) هذا من كلام ابن إسحاق، ولم يذكر ابن إسحاق إسناده.
(٢) هذا إسناد مرسل ضعيف.
(٣) وكذلك أخرجه ابن هشام عن ابن إسحاق عن بعض أهل العلم والحديث أخرجه البخاري من مرسل عروة كما ذكرنا قبل قليل ولم نجد له طريقًا موصولًا صحيحًا والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>