للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم شهد الخَنْدمة مع صفوان وسهيل بن عمرو وعكرمة، فلمَّا لقيَهم المسلمون من أصحاب خالد بن الوليد نَاوَشُوهم شيئًا من قتال، فقُتِل كُرْزُ بن جابر بن حِسْل بن الأجَبّ بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر، وحُبَيش بن خالد، وهو الأشعر بن ربيعة بن أصرم بن ضبِيس بن حرَام بن حَبَشِيَّة بن كعب بن عمرو؛ حليف بني منْقَذ -وكانا في خيل خالد بن الوليد، فشذَّا عنه، وسلكا طريقًا غير طريقه، فقتلا جميعًا- قُتل خُنيس قبل كُرْز بن جابر؛ فجعله كرز بين رجليه؛ ثم قاتل حتى قُتِل وهو يرتجز، ويقول:

قد علمتْ صَفْوَاءُ من بني فِهَر ... نَقِيَّةُ الوَجْهِ نَقِيَّةُ الصَّدِرْ

لأضْربنَّ اليومَ عن أبي صَخِرْ

وكان خُنيس يكنى بأبي صَخْر؛ وأصيب من جُهينةَ سلَمة بن الميلاء من خيل خالد بن الوليد، وأصيب من المشركين أناسٌ قريب من اثني عشر أو ثلاثة عشر. ثم انهزموا، فخرج حِمَاس منهزمًا؛ حتى دخل بيته، ثم قال لامرأته: أغلقي عليَّ بابي، قالت: فأين ما كنت تقول؟ فقال:

إنك لو شهدتِ يوم الخَنْدَمَهْ ... إذْ فرَّ صفوان وفرَّ عِكْرِمَهْ

وأبو يزيدَ قائمٌ كالمؤتِمهْ ... واستْقَبَلَتْهُم بالسيوف المُسْلمَهْ

يَقْطَعن كلَّ ساعِدٍ وجُمْجُمَهْ ... ضرْبًا فَلَا يُسْمَعُ إلَّا غَمْغَمَهْ

لهم نهِيتٌ خَلْفَنَا وهَمْهَمَهْ ... لم تَنْطِقِي في اللَّوْمِ أدْنَى كَلِمَهْ (١)

(٣: ٥٧/ ٥٨).

٣٠٩ - وقال الواقديّ: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقتل ستة نفر وأربع نسوة، فذكر من الرجال مَنْ سمَّاه ابن إسحاق، ومن النساء هند بنت عُتْبة بن ربيعة، فأسلمت وبايعت، وسارَة مولاة عمرو بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف قتلت يومئذ، وقُريبَة؛ قتلت يومئذ، وفرتنَى عاشت إلى خلافة عثمان (٢). (٣: ٦٠).

٣١٠ - يا معشر قريش؛ إنَّ الله قد أذهب عنكم نَخْوة الجاهلية وتعظُّمَها


(١) هذا إسناد مرسل ضعيف، وكذلك أخرجه ابن هشام من طريق ابن إسحاق هذا مرسلًا (٢/ ٤٠٨).
(٢) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>