للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجيش الأربعة الأخماس (١). (٣: ٣٣٨/ ٣٣٩).

١٠٩ - قال أبو جعفر: وأمَّا ابنُ حُميد، فإنه قال: حَدّثنا سلَمة، عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر: أنَّ الأشعث لمَّا قُدِم به على أبي بكر، قال: ماذا تراني أصنع بك؛ فإنَّك قد فعلتَ ماعلمتَ! قال: تمُنُّ عليّ، فتَفُكني من الحديد وتزوّجني أختَك؛ فإني قد راجعتُ وأسلمتُ. فقال أبو بكر: قد فعلتُ. فزوّجه أمّ فروة ابنة أبي قُحَافة، فكان بالمدينة حتى فتح العراق (٢). (٣: ٣٣٩).

١١٠ - قالوا: ونظر المهاجر في أمر المرأة التي كان أبوها النُّعمان بن الجَوْن أهدَاها لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فوصفها أنَّها لم تَشْتَكِ قطّ. فردَّها، وقال: لا حاجةَ لنا بها، بعد أن أجلَسها بين يديه، وقال له: لو كان لها عند الله خيرٌ؛ لاشتكت. فقال المهاجر لعِكْرِمة: متى تزوجتَها؟ قال: وأنا بعَدن، فأهديتْ إليّ بالجَند، فسافرت بها إلى مأرب، ثم أوردتُها العسكر. فقال بعضهم: دعْها فإنَّها ليست بأهل أن يُرغَب فيها. وقال بعضُهم: لا تَدَعْها. فكتب المهاجر إلى أبي بكر رحمه الله يسأله عن ذلك، فكتب إليه أبو بكر: إنّ أباها النّعمان بن الجَوْن أتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فزيَّنها له حتى أمره أن يجيئه بها، فلمَّا جاءه بها قال: أزيدك: أنَّها لم تيجعْ شيئًا قَطّ، فقال: لو كان لها عند الله خير لاشتكتْ، ورغب عنها؛ فارغَبُوا عنها. فأرسلها. وبقي في قريش بعد ما أمر عمر في السَّبْي بالفداء عدَّةٌ، منهم: بشرى بنت قيس بن أبي الكيسم عند سعد بن مالك، فولدت له عمر، وزُرْعة بنت مِشْرَح عند عبد الله بن العباس فولدت له عليًّا.

وكتب أبو بكر إلى المهاجر يخيِّره اليمَن أو حضرموت؛ فاختار اليَمَن، فكانت اليمن على أميرين: فيروز، والمهاجر، وكانت حضْرموت على أميرين: عُبيدة بن سعد على كندة والسَّكاسك، وزياد بن لَبيد على حَضْرموت.

وكتب أبو بكر إلى عمَّال الرّدّة: أمَّا بعدُ، فإنّ أحبّ مَنْ أدخلتم في أموركم إليَّ مَن لم يرتدّ، ومَن كان ممَّن لم يرتدّ، فأجْمعوا على ذلك، فاتّخذوا منهم صنائع، وائذنوا لمن شاء في الانصراف، ولا تستعينوا بمرتدّ في جهاد عدوّ.


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>