للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَبَعْدَ فَوَارِسِ النُّعْمان أَرْعى ... قلوصًا بين مُرَّةَ والحفيرِ

فصِرْنا بعد هلك أبي قُبَيْس ... كجُرْب المَعْز في اليوم المَطِيرِ

تَقسَّمُنَا القبائلُ مِنْ مَعَدٍّ ... علانيَةً كأَيْسارِ الجزُورِ

وَكُنّا لا يرامُ لنا حَريمٌ ... فنَحْنُ كضَرَّة الضرْع الفَخُورِ

نؤدِّي الْخَرْجَ بعد خَراج كِسْرَى ... وخَرْجٍ مِنْ قُرَيْظة والنَّضَيرِ

كذاك الدَّهْرُ دَوْلته سجالٌ ... فيَوْمٌ مِنْ مَساءةٍ أو سُرُورِ (١)

(٣: ٣٦١/ ٣٦٢).

١٤١ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن الغصن بن القاسم عن رجل من بني كنانة، ويونس بن أبي إسحاق بنحو منه، وقالا: فكانوا يختلفون إليه ويقدَمُون في حوائجهم عمرو بن عبد المسيح، فقال له خالد: كم أتتْ عليك من السنين قال: مئو سنين، قال: فما أعجبُ ما رأيت؟ قال: رأيتُ القرى منظومةً ما بين دمشق والحيرة، تخرجُ المرأة من الحيرة فلا تُزَوّدُ إلا رغيفًا. فتبسّم خالد، وقال:

* هل لك من شَيخك إلا عَمَلُهْ *

خرفْتَ والله يا عمرو! ثم أقبل على أهل الحيرة فقال: ألم يبلغني أنكم خَبَثَة خَدَعَة مكَرة! فما لكم تتناولون حوائجكم بخرِف لا يدري من أين جاء! فتجاهل له عمرو، وأحبَّ أن يريَه من نفسه ما يَعْرِفُ به عقلَه، ويستدلّ به على صحَّة ما حدّثه به، فقال: وحقِّك أيها الأمير، إنِّي لأعرف من أين جئتُ! قال: فمن أين جئتَ؟ قال: أقْرِب أم أبْعِد؟ قال: ما شئت، قال: من بَطْن أمّي، قال: فأين تريد؟ قال: أمامي، قال: وما هو؟ قال: الآخرة. قال: فمن أين أقصَى أثرِك؟ قال: من صُلْب أبي، قال: ففيم أنت؟ قال: في ثيابي، قال: أتعقل؟ قال: إي والله وأقيِّد. قال: فوجده حين فَرّه عضًّا، وكان أهل قريته أعلم به - فقال خالد: قتلت أرْضٌ جاهلَها، وقَتَل أرْضًا عالمها؛ والقوم أعلم بما فيهم. فقال عمرو: أيُّها الأمير، النملة أعلم بما في بيتها من الجَمل بما في بيت النَّمية (٢) (٣: ٣٦٢/ ٣٦٣).


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>