للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعث خالد بن الوليد عمَّاله، ومسالحه، فبعث في العمالة عبد الله بن وثيمة النَّصْريّ، فنزل في أعلى العمل بالفلاليج على المَنَعة وقبض الجزية، وجرير بن عبد الله على بانقيا، وبَسْما، وبشيرَ بن الخصاصيَّة على النَّهْرَيْن، فنزل الكُوَيْفة ببانبورا، وسُوَيدَ بن مقرّن المزنيّ إلى نستَر، فنزل العَقْر -فهي تسمَّى عَقْر سُوَيد إلى اليوم، وليست بسويد المنقريّ سمّيت- وأطّ بن أبي أطّ إلى روذمستان، فنزل منزلًا على نهر، سُمّيَ ذلك النهر به - ويقال له: نهر أطّ إلى اليوم؛ وهو رجل من بني سعد بن زيد مناة، فهؤلاء كانوا عمالَ الخَراجِ زمنَ خالد بن الوليد.

وكانت الثُّغور في زمن خالد بالسِّيب، بعث ضرار بن الأزور، وضرار بن الخطاب، والمثنّى بن حارثة، وضرار بن مقرّن، والقعقاع بن عمرو، وبُسر بن أبي رُهْم وعُتَيْبة بن النَّهاس فنزلوا على السِّيْب في عَرْض سلطانه. فهؤلاء أمراءُ ثغور خالد. وأمرهم خالد بالغَارة والإلحاح، فمخرُوا ما وراء ذلك إلى شاطئ دِجْلة.

قالوا: ولمَّا غلب خالد على أحد جانبي السواد، دعا من أهل الحيرة برجل، وكتب معه إلى أهل فارس وهم بالمدائن مختلفون متساندون لموت أردشير؛ إلا أنهم قد أنزلوا بهمن جاذويه ببَهُرَ سير؛ وكأنَّه على المقدّمة، ومع بهمن جاذويه الآزاذبه في أشباه له، ودعا صلوبا برجُل، وكتب معهما كتابيْن؛ فأمَّا أحدُهما فإلى الخاصة وأما الآخر فإلى العامَّة؛ أحدهما حيريّ والآخر نَبَطّي.

ولما قال خالد لرسول أهل الحيرة: ما اسمك؟ قال: مُرّة، قال: خذ الكتاب فائت به أهل فارس، لعلّ الله أن يُمِرَّ عليهم عيشَهم، أو يُسلموا، أو ينيبوا. وقال لرسول صلوبا: ما اسمك؟ قال: هِزْقيل، قال: فخذ الكتاب. وقال: اللهمّ أزهق نفوسَهم (١). (٣: ٣٦٨/ ٣٦٩/ ٣٧٠).

١٥١ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن مجالد وغيره، بمثله. والكتابان:

بسم الله الرحمن الرحيم. من خالد بن الوليد إلى ملوك فارس؛ أمّا بعدُ؛ فالحمد لله الذي حلّ نظامكم، ووهَّن كيدكم، وفرّق كلمتَكم، ولو لم يفعل


(١) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>