للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تلوح من هامهم وأوصالهم، يُعتبر بها. قال: وحدّثني بعض مَنْ شَهدها أنَّهم كانوا يحزُرونها مئة ألف، وما عُفي عليها حتى دفنها أدْفان البيوت (١). (٣: ٤٦٧/ ٤٦٦).

٢٢٢ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن حمزة بن عليّ بن محفِّز، عن رجل من بَكْر بن وائل، قال: كان أوّل الناس انتَدب يومئذ للمثنّى واتَّبع آثارهم المستبسل وأصحابه؛ وقد كان أراد الخروج بالأمس إلى العدوّ من صفِّ المسلمين واستوفز واستنتل، فأمرَ المثنَّى أنْ يُعقد لهم الجسر، ثم أخرجهم في آثارٍ للقوم، واتَّبعتهم بَجِيلة وخيولٌ من المسلمين تُغِذّ من كلّ فارس، فانطلقوا في طلبهم حتى بلغوا السِّيْب، ولم يبقَ في العسكر جسريّ إلَّا خرج في الخيل، فأصابوا من البقر والسَّبي وسائر الغنائم شيئًا كثيرًا فقسمه المثنَّى عليهم، وفضل أهل البلاء من جميع القبائل، ونفَّل بَجيلة يومئذ ربعَ الخمس بينهم بالسويَّة، وبعث بثلاثة أرباعه مع عكرمة، وألقى الله الرُّعب في قلوب أهلِ فارس. وكتب القُوّاد الذين قادوا النَّاس في الطَّلب إلى المثنَّى، وكتب عاصم وعصمة وجرير: إنّ الله عزّ وجلّ قد سلَّم وكفى، ووجَّه لنا ما رأيت، وليس دون القوم شيء؛ أفتاذن لنا في الإقدام؟ ! فأذن لهم، فأغاروا حتى بلغوا ساباط، وتحصّن أهلُ ساباط منهم واستباحوا القُرَيّات دونها، وراماهم أهل الحصن بساباط عن حصنهم، وكان أوّل مَن دخل حصنهم ثلاثة قُوّاد: عصمة، وعاصم وجرير؛ وقد تبعهم أوزاعٌ من الناس كلّهم. ثم انكفؤوا راجعين إلى المثنَّى (٢). (٣: ٤٧٠).

٢٢٣ - كتبَ إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن عطية بن الحارث، قال: لمَّا أهلك الله مِهران؛ استمكن المسلمون من الغارة على السَّواد فيما بينهم وبين دجلة فَمَخروها، لا يخافون كيدًا، ولا يلقوْن فيها مانعًا، وانتقضت مسالح العجم، فرجعت إليهم؛ واعتصموا بساباط، وسرّهم أن يتركوا ما وراء دجلة.

وكانت وقعة البُوَيب في رمضان سنة ثلاث عشرة قتل الله عليه مِهْران وجيشه،


(١) إسناده ضعيف، ولم نجد رواية صحيحة تبين عدد قتلى الفرس في البويب.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>