للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: خرج أهل القادسيَّة من المدينة، وكانوا أربعة آلاف؛ ثلاثة آلاف منهم من أهل اليمن وألفٌ من سائر الناس (١). (٣: ٤٨٥).

٢٤٠ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحة وسهل، عن القاسم، قالوا: وشيَّعهم عمر من صِرار إلى الأعوص، ثم قام في الناس خطيبًا، فقال: إن الله تعالى إنَّما ضربَ لكم الأمثال، وصرّف لكم القول؛ ليحيي به القلوب، فإنّ القلوب ميِّتة في صدورها حتى يحييها الله، مَن علم شيئًا فلينتفع به، وإن للعدل أمارات وتباشير، فأما الأمارات فالحياء والسَّخاء والهَيْن واللَّيْن، وأما التَّباشير فالرّحمة، وقد جعل الله لكلّ أمر بابًا، ويسَّر لكلّ باب مفتاحًا، فباب العدل الاعتبار ومفتاحه الزهد، والاعتبار ذكرُ الموت بتذكر الأموات، والاستعداد له بتقديم الأعمال، والزّهدُ أخذُ الحقّ من كلّ أحد قِبَلَه حقٌّ، وتأديةُ الحقّ إلى كلّ أحد له حقّ. ولا تصانع في ذلك أحدًا، واكتَفِ بما يكفيك من الكَفاف؛ فإنّ مَن لم يكفه الكفاف لم يُغنه شيء. إنّي بينكم وبين الله، وليس بيني وبينه أحدٌ، وإنّ الله قد ألزمني دفع الدعاء عنه، فانهُوا شكاتكم إلينَا، فمن لم يستطع فإلى من يبلّغُناها نأخذ له الحقّ غير متعتَع. وأمر سعدًا بالسّيْر، وقال: إذا انتهيتَ إلى زَرود؛ فانزِل بها، وتفرّقوا فيما حولها، واندب مَن حولك منهم، وانتخبْ أهلَ النجدة والرأي والقوّة والعُدّة (٢). (٣: ٤٨٥).

٢٤١ - كتب إليَّ السري عن شعيب، عن سيف، عن محمد بن سُوقة، عن رجل، قال: مرّت السَّكون مع أوّل كِنْدة مع حُصَيْن بن نُمَير السَّكونيّ ومعاوية بن حُدَيج في أربعمئة، فاعترضهم، فإذا فيهم فِتْية دُلْم سِباط مع معاوية بن حُدَيج، فأعرض عنهم، ثم أعرض، ثم أعرض؛ حتى قيل له: ما لك ولهؤلاء! قال: إني عنهم لمتردّد، وما مرّ بي قومٌ من العرب أكره إليَّ منهم. ثم أمضاهم، فكان بعدُ يُكثر أن يتذكَّرهم بالكراهيَة، وتعجَّب الناس من رأي عمر. وكان منهم رجل يقال له: سودان بن حُمْران، قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه. وإذا منهم حليف لهم يقال له: خالد بن مُلْجَم، قتلَ عليّ بن أبي طالب رحمه الله. وإذا منهم معاوية بن


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>