للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكتب إليه عمر: قد جاءني كتابك وفهمتُه، فأقِمْ بمكانك حتى يُنغِض الله لك عدوَّك؛ واعلم أنَّ لها ما بعدها، فإن منحَك الله أدبارَهم فلا تنزعِ عنهم حتى تقتحم عليهم المدائن؛ فإنه خرابها إن شاء الله.

وجعل عمر يدعُو لسعد خاصّة، ويدعون له معه، وللمسلمين عامة، فقدم زُهْرةَ سعدٌ حتى عسكر بعُذيب الهجانات، ثم خرج في أثره حتى ينزل على زُهرة بعُذيب الهجانات، وقدّمه، فنزل زهرةٌ القادسيَّة بين العتيق والخندق بحيال القنطرة؛ وقُدَيْس يومئذ أسفل منها بميل (١). (٣: ٤٨٩/ ٤٩٠/ ٤٩١/ ٤٩٢).

٢٤٩ - كتب إليّ السريُّ عن شعيب، عن سَيْف، عن القعقاع بإسناده، قال: وكتب عمر إلى سعد: إنِّي قد ألقيَ في رُوعي: أنَّكم إذا لقيتم العدوّ هزمتموهم، فاطّرحِوا الشك، وآثروا التقيَّة عليه؛ فإنْ لاعب أحد منكم أحدًا من العجم بأمان أو قرفه بإشارة أو بلسان، فكان لا يدري الأعجميّ ما كلمه به، وكان عندهم أمانًا؛ فأجروا ذلك له مجرى الأمان. وإيَّاكم والضَّحك؛ والوفاءَ الوفاءَ! فإن الخطأ بالوفاء بقيَّة وإن الخطأ بالغدرِ الهلكة، وفيها وهنُكم وقوّة عدوّكم، وذهاب ريحكم، وإقبال ريحهم. واعلموا: أني أحذّركم أن تكونوا شَيْنًا على المسلمين وسببًا لتوهينهم (٢). (٣: ٤٩٢/ ٤٩٣).

٢٥٠ - كتب إليَّ السريُّ عن شُعيب، عن سيف، عن عبد الله بن مُسلم العُكْليّ والمقدام بن أبي المقدام، عن أبيه، عن كَرِب بن أبي كَرِب العُكْليّ - وكان في المقدّمات أيّام القادسيَّة - قال: قدّمَنا سعد من شَراف، فنزلنا بعُذيب الهِجانات ثم ارتحل؛ فلما نزل علينا بعُذيب الهجانات - وذلك في وجه الصُّبْح - خرج زُهرة بن الحوَيَّة في المقدّمات، فلما رُفع لنا العُذَيب - وكان من مسالحهم - استبنَّا على بروجه ناسًا، فما نشاءُ أن نرى على برج من بروجه رجلًا أو بين شُرْفتين إلّا رأيناه، وكنا في سَرَعان الخيل، فأمسكنا حتى تلاحق بنا كَثْف ونحن نرى أنّ فيها خيلًا، ثم أقدمنا على العُذَيب، فلمَّا دنونا منه؛ خرج رجل يركضُ نحو القادسيَّة، فانتهينا إليه، فدخلناه فإذا ليس فيه أحد؛ وإذا ذلك الرجل هو


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>